جلال السعيدي يكتب:

زيارة وفد الانتقالي الى موسكو

تأتي زيارة وفد الانتقالي الجنوبي الى روسيا وسط حالة من الجمود الدبلوماسي الذي يلف المشهد اليمني برمته، خاصة أن هذا الجمود يترافق مع فوضى سياسية ودستورية تمارسها الرئاسة اليمنية في تعييناتها التي يبدو انها تتلقى دعما دوليا يهدف إلى عرقلة اي بوادر حل يعقب اتفاق الرياض الموقع بين الانتقالي والحكومة والذي مايزال جزءا كبيرا منه يشهد تعطيلا متعمدا حتى اللحظة، والكلام هنا حول ما وقع عليه من قبيل الانسحابات العسكرية من مناطق شبوة وحضرموت والمهرة وكذا تعيين محافظين ومدارء أمن جدد لباقي المحافظات المحررة أسوة بالعاصمة عدن ، ويتزامن هذا مع أكده تقرير فريق لجنة الخبراء حول قضايا نهب وفساد مافيوي يمارس داخل المؤسسة الحكومية والبنك المركزي الى جانب وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب اضافة الى جريمة احداث المطار في 30 ديسمبر من العام الماضي وتداعياتها على واقع الحياة بعدن.

هذه الاحداث والتداخلات كلها شكلت جوهر القعبات امام الدبلوماسية السعودية لاستكمال آلية عمل تنفيذ اتفاق الرياض، والسعوديون يدركون في واقع الحال انهم الان يتعرضون لأكبر عملية ابتزاز سياسي واقتصادي دولي .

بالتالي فإن تحرك المجلس الانتقالي تجاه موسكو لم يكن ابدا في معزل عن نشاط دبلوماسي سعودي إماراتي يهدف الى رمي حجر في المياه الراكدة لتحريك هذا الملف الذي اصبح يؤرق المملكة ويضع على عاتقها أعباء سياسية وأمنية واقتصادية وانسانية كبيرة .

في اعتقادي أن لدى المملكة العربية السعودية الآن ثقة جيدة في المجلس الانتقالي الجنوبي وهي في الواقع تحاول استثمار هذه الثقة دبلوماسيا بالاتجاه نحو اعطاء الدور الروسي بعدا في العملية السياسية باليمن، وهذه الخطوة تأتي كقرصة للأمريكان والاتحاد الاروربي وبريطانيا ربما لشعور السعوديين بسلبية الغرب التي بدت واضحة تجاه ملف اليمن الشائك في هذا الوقت بالذات .

#جلال_السعيدي

مقالات سابقة