نبيل الصوفي يكتب:

القوات المسلحة الإماراتية وصناعة الجيش المقاوم للحوثي

بخروج الجيش الاماراتي خسرنا الطرف العملي الذي كان يرى الجدوى من وجوده هو "الهجوم"، أما جهود تنظيم الدفاع فلايعني سوى منح المهاجم وقته الكافي ليستعد ويقرر ويبدأ.
كنت أسمع ضباط الامارات يتحرقون لعكس هجوم الحوثي في العود وماحولها، ايام الهجوم الحوثي عليها.. لكن تلك المناطق كانت تحت سيطرة جيش الشرعية الوهمي، ولاتعمل الامارات مع وجود وهمي.. بدأ الناس وخاصة في الجنوب يقلقون من مواصلة الحوثي تقدمه.. وبدأت الاحاديث عن "عدن" وكانت لاتزال تحت حماية "عيال زايد"، فقال أحدهم: الحرب وجود على الأرض، ويعرف الحوثي حجمه كلما واجهه اداء منظم، قال: "لو تركتنا الشرعية نبني قوتها في إب لكنا اليوم في "يريم"، ظننته يسخر وانا قلق من وصول الحوثي الضالع، ومع أول خطوة للحوثي بعد قعطبة تغيرت كل الموازين.. واعادت القوات التي بناها جيش الامارات الحوثي يجر ذيل الهزيمة حتى اليوم، وبدون تواجد جيش الامارات.
الحرب بناء وقرار وامكانيات.. الحرب ميدان، وبهكذا تقدم اليمنيون في كل معركة ضد الحوثي بدعم اماراتي وكل ذلك لتحقيق ورفعة شأن ومكانة تحالف تقوده السعودية لليمن والامارات معا.
في كل خطاب يتم تقدير السعودية ورفع شأنها، فهي حرب الجبهة الواحدة.
 
وعلى عكس ذلك، تسير الأمور في مأرب، التي ندعوا لها بالنصر، ونتمنى أن يتغير ادائها الاداري للجبهات لكي تنتصر.. مالم تتغير لن تنتصر أبدا.
 
للأسف بعد الانتصارات التي قادتها السعودية ونفذها في الميدان جيش الامارات، غادر  الأخير  أرض المعركة، وكان يفترض أن حلفاء الحكم على أرض سبأ يحافظون على مقدمات النصر..
لكن ماحدث هو أن  مأرب استمرت تحت سلطة دولة كل جهدها صبته في الكذب والتضليل والمعارك الوهمية.
دولة لاتعترف بحدود قدرتها، لكي تدير معركتها وفقا لهذه القدرة.. ثم تتحالف او تتخالف وفقا لقدرتها.
وعلى العكس، عاشت معارك ضد كل من تحتاجهم خوفا من ان يفرضون عليها التعايش والتشارك..
ومالم تتغير، فانها تفرض على مارب ثمن باهظ حتى وان صمدت، فمجرد الدفاع هزيمة، الحرب هجوم او توازن.. اما دفاع وهزيمة ثم دفاع وهزيمة، فهذه كلفة باهضة.
 
من أمس هدأت المعارك قليلا في مأرب.. وكل مايقوله اعلام دولة الوهم ان جيشها استعاد وحرر، لا أساس له من الصحة.. هناك جبهات تغيرت قياداتها واعيد تنظيمها كما في "مراد" جنوب وغرب "المجمع"، هي الصامدة دفاعا، أما شمال شرق، فكما تفعل منذ أسقطت نهم، حققت الذراع الايرانية اختراقات موجعة وخاصة في صرواح، كوفل والزور.
وستهدأ اياما، حتى يقرر الحوثي هجوما جديدا، ويتكرر ذات الزعيق والهزائم أيضا..
فمن يملك قرار الهجوم هو من يدير الاحداث.