وليد ناصر الماس يكتب:
جبهة مأرب. اهتمام سعودي متزايد!!!..
مع اقتراب الحوثيين من مأرب ومحاولاتهم المتكررة لإسقاط المحافظة الغنية بالنفط، ينبري السعوديون للدفاع عن هذه المحافظة بكل قوة، تحاشيا للسقوط الوشيك، فيرسل الجانب السعودي العدة والعتاد والمال للمقاتلين هناك، ويعمل على إسنادهم من الجو، كما تُصدر الأوامر للتشكيلات التابعة له في سواحل البلاد الغربية بإرسال التعزيزات المطلوبة إسنادا لمأرب، على الرغم من وجود العدد الكافي من المقاتلين المحسوبين على المنطقة العسكرية الثالثة المتموضعة هناك وغيرها من المناطق العسكرية، التي هي الأخرى لا تبعد كثيرا عن مأرب.
المنطقة العسكرية الأولى نفسها والمنتشرة في مديريات وادي حضرموت، والموالية لحزب الإصلاح أكبر التيارات المكونة للحكومة الشرعية، لم تتحمل العبء الأكبر في معركة الدفاع عن مأرب، ولم يطالب السعوديون أصلا بنقل وحداتها أو بعضها إلى مأرب، بل لم يكن هناك أي حق للسعوديين بإملاء مثل هذه التعليمات والتصرف على هذا النحو، لحقيقة راسخة لدى قيادة وحداتها ويدركها الجانب السعودي تماما، وهي أن هناك فرق واضح بين الجيش المنتمي والمملوك لبلده، وبين تشكيلات يجري تكوينها هنا وهناك لأغراض معينة، ويتم نقلها وتحريكها من مكان إلى آخر حسب مقتضيات المعارك وظروفها، دون أن يكون بمقدور قيادتها رفض أو ممانعة مثل هذه الأوامر، وهذا مانراه ماثلا لدى الوحدات المنتشرة في السواحل الغربية للبلاد، ومنها الكتائب الموالية لطارق عفاش.
لم يكن هدفنا الأساسي هنا عمل مثل هذه المقارنة، التي قد يذهب البعض بعيدا في تقدير أبعادها، بقدر ما نرغب الوقوف على حقيقة الموقف السعودي، الذي اتسم بالضبابية طيلة السنوات الفارطة، وعجز كثيرون عن تفسيره، بل إن البعض أساء فهمه وبالغ في تأويله.
عندما أطلق الكثير من العقلاء الصيحات، محذرين من الركون والانخراط التام في المشروع السعودي، وما قد يحمله معه من نتائج كارثية وتداعيات خطيرة على الجنوب أرض وإنسان، لم تلق دعوات كهذه آذانا صاغية لدى الشارع الجنوبي، علاوة على أن البعض منهم عمد إلى الطعن في وطنية من يقول بذلك، والتقليل من ولائهم للمشروع الجنوبي.
ما أتمناه في هذه العجالة اختبار الموقف السعودي عمليا، إذ يستحسن إجراء بعض الانسحابات العسكرية المحدودة والمدروسة في بعض خطوط التماس مع الحوثيين بجبهة الضالع، لنرى ردة فعل السعوديين إزائها، وهل تُعطى هذه الجبهة من الاهتمام ما يُعطى للجبهات الأخرى شرق البلاد، وعلى أثر معطيات هذه الخطوة يمكن إعادة تقييم الموقف برمته وجدولة العلاقة مع الجانب السعودي، إن كان الوقت ما زال مواتيا.
والله على ما أقول شهيد.