صالح علي باراس يكتب لـ(اليوم الثامن):
الحرب في مارب اليمنية .. الوقت من دم
بقلم/
صالح علي الدويل باراس
ليس كافيا ان يلعب اعلام واشاعات الاخوان بالمتناقضات لكتم اي صوت ينقد ادارتهم لمعارك مارب والتغطية بان الوقوف مع مأرب اليوم هو واجب المرحلة واي قلم او صوت يغرد خارج سمفونية العزف الاخوانية فهو اما حوثي او عميل ومعركة مارب معركة الدين ... معركة الكرامة ..معركة الحرية يخوضها القبائل والجيش الوطني ....الخ مما تكرره اسطواناتهم
الوضع العسكري في مارب لا يتطابق فيه الاعلام التعبوي مع الحقائق على الارض فالمدينة تتعرض للهجوم وهي في موقف الدفاع ولم تحقق اي اختراقات مؤكدة فلا يكفي ان يغردون انه لم يكن مكان لشعلان الا جوار الشدادي وان قادتنا يقودون فيرحلون فياتي من خلفهم من يكمل المهمة فهذا الخطاب ايضا موجود عند الطرف بل يقدّم من القتلى اضعاف حسب مصادر الاخوان انفسهم ولم تلن له قناة.
نقرا عن انتصارات للجيش والقبائل والانتصارات ليست كائنا معلقا في السماء بل تتجسد احداثيات على الارض فالجزيرة مباشر الان اليوم 27 فبراير في تغريدة لها مثبتة في موقعها تقول ان الحكومة اليمنية تناشد المجتمع الدولي والامم المتحدة ممارسة الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم على مارب
ماذا يعني ذلك ؟
في اقصى التخديرات الاخوانية للتضليل على مايجري يقولون: ان الحوثة يلاقون مصارعهم بالمئات
وهذا مؤشر نصر لهم فالمعلوم ان من يكون اكثر صبرا على الموت هو من يحقق النصر :
سَقَيناهُمُ كَأساً سَقَونا بِمِثلِها
وَلَكِنَّهُم كانُوا عَلى المَوتِ أصبَرا
الحوثي مؤهل عسكريا وعقائديا بينما الطرف الاخر لم يكن تاهيلهم في نفس مستوى عدوهم طيلة سنوات الحرب فزيود الاصلاح لايختلفون عن زيود الحوثة لدى المقاتل في جيش الشرعية ولا قبيلي مارب او مراد الذي نهض دفاعا عن عرضه وبلده ليس دفاعا عن التمكين الاخواني الذي يجعلونه شيئا واحدا في مارب ولا يدافعون عن مشروع زيود الاصلاح المهيمنين على مارب
لكنها في الاخير مقاومة قبائل لاتصل نفس مستوى مواجهة الجيوش ولا حتى المليشيات المنظمة والقبيلة لا تتحمل الاثخان في القتل وهذه حقيقة يراهن عليها الحوثي .
الحوثيون يرمون بثقلهم في معركة مأرب وهي قضية يكونون او لايكونون وسيستلهمون الانساق البشرية من تجارب ايران ووقودها الفقراء المعبين عقائديا دفاعاً عن الحسين ، وعينهم على مارب اما مليشيات الاخوان وجيشهم فان عيونها على حضرموت وشبوة وعدن ويشهرون سيف التخوين والتكفير لكل من قال ماهكذا تورد الابل ياسعد.
إذا لم يحشد الرئيس هادي قواته العسكرية من مناطق سبات الضب او المتحفزة لاحتلال عدن في شبوة وشقرة وحضرموت ويبدا عمليا في تنفيذ اتفاق الرياض بالحشد الى مارب فلا جنوبي دفع الدم ضد الحوثي يرضى باحتياح مارب وغيرها جبهات الشمال ولكن اخرجوا قواتكم العسكرية الشمالية وفق تنفيذ إتفاق الرياض الى مارب اما اذهبوا ودافعوا ياجنوبيون عن مارب واهل مارب وبقية الغزاة في مناطق الجنوب لاقتحام عدن فهذه قمة السذاجة
لن تنتصر مارب بتغريدات المغردين وفسبكة المفسبكين فالحقيقة التي لايمكن الالتفاف عليها ان الوقت في مارب من دم ولن تغير المعادلة فيه الحروب النفسية التي يجيدها الاخوان
27فبراير 2021م