حميد طولست يكتب لـ(اليوم الثامن):
ريادة المغرب في عملية التلقيح.
أدرك الإنسان منذ أقدم العصور أنالخطط المبعثرة لا يمكن أن تترجم إلى نتائج ملموسة على الأرض دون الاعتماد على نهج استراتيجي منظم ، وعرف كذلك أن لتنظيم الأمور قدرة خارقة على تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية والفعالية التي يصبوا إليها إي عمل ، وإذا كان التخطيط المنظم في حياة الأفراد حقيقة يقرها العقل السليم ، فإن ضرورته تتضاعف بكل أوجهها وكافة مراحلها مع تضاعف أعداد الأفراد والجماعات والمجتمعات وبلوغها مستويات مهمة من الرشد الإنساني والكفاءة والمهنية، سخرها كل من ميزه بارؤه بملكة العقل والتدبر في ترتيب أموره ، في تنظيم أعماله وإتدبير أشغاله ، حتى تُأتي أكلها وتعم جدواها عليه وعلى مجتمعه ، كما هو حال التخطيط المحكم الذي عرفته حملة التطعيم الجماعية التي انطلقت بالمغرب في 28 من يناير الماضي ، ويتواصل سيرها بثبات لتحقيق المناعة الجماعية ضد فيروس كورونا، وفق الإستراتيجية الملكية المحكمة التي جعلت المغرب من بين "الدول العشر الأوائل الرائدة - الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وتركيا وإسرائيل - التي أكملت بنجاح تحدي التلقيح ، حسب المكتب منظمة الصحة العالمية في المغرب ، التي هنأت الرباط على نجاحه فيما اعتمده من خطط ناجعة لإنجاح حملته الوطنية الضخمة للتطعيم الجماعي التي راهن بها على تلقيح 30 مليون مواطن، والتي حققت للمملكة "الريادة" بتطعيم 10.71% من سكانه، في وقت لم تبلغ إيطاليا إلا إلى نسبة 7.57 % وفرنسا 6.89 %، وفي الوقت الذي لم تنطلق فيه حملات التطعيم في معظم البلدان الأفريقية والمغاربية كتونس وموريتانيا والجزائر، ما جعل منه نموذجا يحتذى به على الصعيد القاري والدولي والقاري ، ودفع بالكثير من المنابر الإعلامية الوطنية والدولية إلى الإشادة بحملة التلقيح النموذجية المغربية ، وتحفز البلدان الأخرى للأخذ بنموذجه ، كما فعلت صحيفة "كوريير ديلا سيرا" -الأكثر شهرة في إيطاليا- في مقال مطول بعنوان "المغرب أفضل من فرنسا وإيطاليا..