ماجد الداعري يكتب:
لا تخف فإن الطبل معنا
قلت له: كيف الأمور لديك، يابن علوي، بعد ان رأيته مشتتا تارة وغارقا بين همومه ومهامه التكنولوجية تارة أخرى!
فرد علي سريعا رغم ماهو فيه من حال لا يسر عدو:
خربانة خربانة ياصديقي وباب الأمل مسدود!
صدمت برده التبرمي التشاؤمي غير المعتاد وقلت له:
ومتي كانت صالحة أصلا ياحبيب؟
فقال بحسرة وهو يواصل انهماكه مع جهازه المحمول: صحيح انها كانت خاربة لكن ليس بهذا المستوى من الخراب الشامل
قلت له وضح أكثر ارجوك فأنا أعرف انك لم عنب اليمن ولا بلح الشام منذ عرفتك
فقال:ياعزيزي الصحفي الهمام.. كانت لاتزال فينا نسبة من الصلاح المصلح لبعض أمورنا..وكانت الثقة الايمانية بأن الله هو الرزاق والمقدر للأمور، لاتزال حاضرة بيننا، وليس كما هو حالنا اليوم بعد ان انعكست الآية لدى الغالبية من البشر، الى العمل تحت شعار:
لاتخف فإن الطبل معنا.. بدلا من الله جل جلاله، ولذلك لم يعد للاجتهاد والاخلاص والرهان على الله، أي حضور لدى الغالبية من البشر ة مع الأسف.
قاطعته بلطف،قائلا له: ومادخلنا بهم وطبولهم ياصديقي.
فرد بسرعة خاطفة:لأننا لن نسلم من إزعاج ونيران ورماد طبولهم،على اقل ضرر ممكن.
أعجبت بسرعة بديهته الفلسفية في نظرته لما حوله وتقييمه للامور المحيطة به
فقلت له:وماذا بيدنا لنعمل كي نسلم من نيران ورماد وازعاج سهراتهم التطبيلية..
فقال: هذا السؤال الذي مازلت ابحث له عن إجابة، لأني مثلك واثق بالله وقدراتي وجهدي ولاطبل معي أو حتى مقدرة على دقه أو جرأة ممكنة لدي لتعلم ايقاعات التطبيل البرجماتي،كحال الكثير ممن تمضي أمورهم حلاوة أمامنا وببسطاطة قدرتهم على تلوين انواع الايقاعات التطبيلية لولاة نعمتهم.
حزنت كثيرا على صديقي محمد، لأن مالديه من خبرات وطاقة عملية فريدة وقدرات تقنية نوعية، كفيلة باجبار كل زملائه ومرؤسيه على احترامه عاليا ومنحه التقدير اللائق بجهده المتميز، ودوره الكبير، دون حاجة لاصطحابه طبل أو مصاحبة مطبلين أو اللجوء لتعلم فن الإيقاع التطبيلي لكي يدق لأي مخلوق كان.
وجمعتك مبارك ياصديقي النبيل بحجم نبلك ونقاء قلبك وطهر سريرتك.
وثق يقينا أن الله معنا.. وليس لطبلهم الرخيص اي حاجة لدينا.
#ان_الله_معنا_وليس_الطبل_حاجتنا
#ماجد_الداعري