د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
الصراع في اليمن إلى أين ؟؟ !!
لاشك أنه لا توجد خلافات جوهرية في السياسة الأمريكية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وإن بدأ للمتابع العادي بعض التباينات التي توحي له بأن هناك خلافات جوهرية ولكن تلك الألاعيب السياسية لا تخفى بل ولن تنطلي على المتابع الحصيف للسياسة الأمريكية فعصا الشيطان واحدة سواء بدت حية تسعى أو ظهرت حبل عادي ، ومن أهداف إدارة با يد ن ما يلي :
_ إعادة إطلاق المفاوضات مع إيران للعودة إلى الاتفاق النووي .
_ التوصل إلى حل سياسي في اليمن بمشاركة كافة أطراف النزاع .
كما تحرص الإدارة الأمريكية إلى :
أ – الحفاظ على تفوق إسرائيل على أن تبقى الدولة النووية الوحيدة في المنطقة .
ب – تأمين خطوط الملاحة وإمدادات النفط إلى الأسواق العالمية .
ج – حماية الحلفاء الاستراتيجيين .
ومن أهم أوراق الضغط التي تستخدمها إيران هي : الطائرات المسيرة لضرب المنشئات النفطية لشركة أرامكو ، وميناء رأس تنوره الذي يعد من أهم الموانئ السعودية التي تزود العالم ب 20% من النفط .
ومن ناحية أخرى وبصورة فجة نجد أن الإدارة الأمريكية في حالة تناغم مع التوسع الإيراني في المنطقة ، ولا تتخذ أي دور لتأمين أصدقائها في الخليج العربي وكل همها إبعاد ربيبتها إسرائيل عن التوتر ووضعها في مأمن مما يحدث في المنطقة !!
ولاشك أن الولايات المتحدة لا زالت تتبنى سياسة " الفوضى الخلاقة " حيث تقوم بتغذية النزاعات وتمدد الحروب وتغذية الصراعات في الدول المحيطة بالخليج العربي . ويمكن القول أن أمريكا تريد استمرار الحرب وإطالة الصراع في اليمن ولن تطرح حلولا مناسبة سوى تمنيات وطرح مشاريع تهدئة لوقف إطلاق النار في الحد المسموح به على أن لا يخرج الصراع عن سيطرتها مع الإحجام عن التدخل المباشر والحاسم في حل الصراع بصورة نهائية !!
أما فيما يخص التحالف العربي هو التصدع من الداخل الذي قامت به قطر وتم إعفائها من الاستمرار في التحالف عام 2017م مستغلة علاقتها بحزب الإصلاح – حزب الإخوان المسلمين – المسيطر على مفاصل الشرعية اليمنية وتسخير إمبراطورية قطر الإعلامية للتشكيك في نوايا التحالف العربي – ومن ناحية أخرى وتحت ضغط المعارضة السودانية تم تقليص القوات السودانية المشاركة في التحالف العربي من أربعين ألف جندي مطلع عام 2017م إلى 657 جنديا عام 2020م ، كذلك الانسحاب الإماراتي بشكل كامل في فبراير من نفس العام نتيجة هجمات الطائرات المسيرة التي وصلت مطار أبو ظبي ، كما جاء الانسحاب تحت تأثير أزمات الناقلات البحرية بين أمريكا وإيران ، وكانت الإمارات قد شاركت ب 15 ألف جندي وما يزيد عن 130 ألف طلعة جوية !!
كما ظهر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات عام 2017م الذي يمارس سلطاته من عدن وبعض المحافظات الجنوبية خارج سلطة الشرعية اليمنية ، كما قامت الإمارات بدعم العميد طارق صالح الذي جمع حوله ما يعرف ب " المقاومة الوطنية " مستقلة عن الرئيس هادي والحوثيين . مما جعل القوات العسكرية تنتهي إلى أربع مقاطعات عسكرية كالتالي :
1 – الجيش الوطني الموالي للشرعية يسيطر على مأرب والمحافظات الشرقية الجنوبية .
2 – الحوثيون يفرضون سيطرتهم على صنعاء والمحافظات الشمالية وصولا إلى الجوف كما يشاركون الجيش الوطني السيطرة على تعز ،كما يطوق الحوثيون " مأرب " من ثلاث جهات .
3 – يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن ولحج والضالع ويتقاسم مع الجيش الوطني السيطرة على أبين .
4 – المقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح تسيطر على الساحل الغربي من المخا حتى أطراف الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون .
وبالتالي فإن الموقف الميداني :
الإمارات دربت وسلحت نحو 200 ألف مقاتل جنوبي مستقلة عن الشرعية وتنتشر هذه القوات في عدن ولحج وأبين والضالع تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي .
ويقول عمار الأشول الصحفي اليمني :
(يواجه اليمنيون محنةً صنّفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم. لكن إذا تحولت الحرب إلى صراع بالوكالة بصورة كاملة، فإن معاناة اليمنيين ستزداد أكثر، لأن ذلك سيتطلّب من المجتمعات المحلية والقبلية تحديد موقفها مع هذا الطرف أو ذاك، ما يقود إلى تقسيم المقسّم. ويؤدّي غياب المسؤولية المباشرة للأطراف الإقليمية أمام المجتمع الدولي إلى ازدهار لعبة المال والسلاح نتيجة تضاعف الاستقطابات، فضلاً عن ارتفاع نسبة المعاناة الإنسانية، لا سيّما أن منظمات المجتمع المدني والإنساني المتواجدة في اليمن ستفقد الضامن الأمني لها في حال تخلّى التحالف رسمياً عن مسؤولياته، وهو ما سيعرّض العاملين في المجال الإنساني للخطر ويزيد من معاناة المواطنين. وفي حال تحويل الحرب إلى حرب بالوكالة، فإن الدول التي كانت تؤلّف التحالف العربي سوف تتملّص من التعويض وإعادة الأعمار.)
د.علوي عمر بن فريد