د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

حرب اليمن بين الواقع والمأمول " البدوي والمحتال "

ست سنوات من الحرب الطاحنة تدور رحاها في اليمن مع تعدد أطراف الصراع حتى أن ساحة الحرب ضاقت بالمتحاربين وهم كثيرون وكل يغني على ليلاه !!
وإذا أردنا ذكرهم تفصيلا سيطول بنا العد حتى نغلط في الحساب ،ومنهم : الحوثيون والشرعية التي تضم شراذم من بقايا النظام السابق من بقايا المؤتمر والإصلاح وهم من يتحكم في الشرعية وكذلك يحركون الإرهابيين مثل بقايا القاعدة والدواعش ويستترون في عباءتها ولا يظهرون إلا وقت الحاجة بالإضافة إلى الانتقالي الجنوبي والناصريين والاشتراكي والحراك والعديد من الأحزاب الجنوبية والحكام السابقين والتيارات المتعارضة ..
كذلك القبائل الزيدية التي تبدل مواقفها حسب الحاجة .. تارة مع الحوثي رغبة أو رهبة وتارة مع غيره وفي قاموسهم وأعرافهم لا مانع أن يكون الأب مع الحوثي والابن مع الشرعية !!
وأغلب تلك القوى والفاعلة منها لا تملك قرارها وولاءها بيد الغير ، والمتابع الحصيف للحرب في اليمن لا يخفى عليه أن كل هذه الأحزاب ما هي سوى أدوات صراع لا تملك قرارها بل تحركها دول إقليمية ضمن هامش دولي يسمح لدول الإقليم ذاتها بالممكن بحيث تظل مصالح القوى الدولية في أمان تام ولا مانع لدى الكبار أن تظل نار الحرب متقدة في اليمن حتى يتعب المتصارعون ..!!
وخلاصة القول : أن أطراف الحرب في اليمن ما هم إلا بيادق تحركها أطراف الصراع من خارج اليمن ، ومهمتهم هي :
استمرار الصراع في اليمن ضمن الحسابات الإستراتيجية للقوى الدولية والإقليمية
فدولة الفرس في طهران ستصدر تعليماتها السريعة إلى ذيولها المتمددة في اليمن من الحوثيين بقبول المبادرة السعودية في الطاهر وفي الباطن ستربطها حتما بالملف النووي مع أمريكا شأن اليمن شأن لبنان وسوريا ناهيك عن العراق التي تتحكم إيران في مفاصله ،وأنا لست متفائلا بما يجري ويذكرني ذلك بقصة البدوي الذي دخل المسجد وهي من التراث الشعبي وتحاكي في معانيها ما يجري اليوم في اليمن والتي تقول : إن أحد البدو أحضر مجموعة من التيوس لبيعها في سوق المدينة ونجح في بيعها بثمن مجز وخبأ المال في كمره و كان يتابعه خفية واحد من أهل السوق المحتالين وعند الظهر رفع الأذان من المسجد القريب من السوق فتوجه البدوي للصلاة والمحتال يسير خلفه وعندما أقيمت الصلاة كان البدوي خلف الإمام مباشرة والمحتال خلفه مباشرة وعينه على الكمر الذي فيه المال وفي الركعة الأولى وعندما سجد البدوي وكانت فوطته قصيرة ولا يلبس سروالا تحتها ظهرت خصيانه فأمسك بها المحتال وعلى الفور قام البدوي بمد يده إلى خصيان الإمام وأمسك بها بقوة معتقدا أن ذلك جزء من طقوس الصلاة والإمام يقول بصوت عال :" سبحان الله ..سبحان الله "
وكررها الإمام عدة مرات والبدوي ماسك به وهو ساجد !!
ثم قال له : شفها متماسكة بالخصيان من باب المسجد لا عندك ..قل لهم يفكوني وأنا با فكك !!!
وخلاصة القول " فسروها أنتم " !!!
د. علوي عمر بن فريد