إنسانية بو خالد أجنحة تظلل الإمارات

في اتصاله بهدى المطروشي، كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن وجه الحقيقة، حقيقة الروح الشفيفة التي تكمن في شخصية إنسانية قل نظيرها، وندر مثيلها، إنسانية تحدب في فضاء الأفئدة، فتعشب فرحاً، وتخصب حبوراً، وتصخب وعياً، وتذهب في المعنى عميقاً نحو قارعة الوطن، نحو ناصية التراب الذي مشت عليه أقدام من نقشوا حياتنا بالسعادة، وشيدوا وجداننا بالفخر، وجعلوا من الإنسان في الإمارات قامة، وهامة، وعلامة، وشامة على خد الوجود.

في مكالمة سموه مع المطروشي، تلقينا الدمعة الساخنة على وجنة ابنة الإمارات، تلك الدمعة التي تلمست طريقها إلى مشاعر كل من تابع الحدث الكبير، وكل من يعرف معنى الدمعة عندما تنزل فرحاً، تغسل محيا الطفولة برهافة كأنها هفهفة الفراشات عندما تغزل نسيج الرفاهية وهي تحط بأجنحتها على زهرات الحياة.

مكالمة سموه بعثت في النفوس رسائل عدة، أولاها تلك النبضة المنبعثة من قلب قائد لترفع من شأن فتاة إماراتية عصامية استطاعت بإرادة القوة أن تشد من العزيمة وتذهب في المحيط الاجتماعي متأزرة قناعتها بأنها كامرأة قادرة على شق الطريق والذهاب بعيداً، متأسية بالأثر الطيب، لنساء الإمارات الأوليات اللاتي قطعن ظهر الصحراء على سنام، وسرج، وتمكنّ من خض الكثبان، لتدر لبن الحياة، واليوم عندما تبرز هدى المطروشي، وسواها من بنات الإمارات في المجالات المختلفة، فإنهن يتبعن ظل السالفات ويقتفين أثر الطيبات، وينهلن من نبوعهن، ويرشفن من ذلك الرضاب العذب، بكل صرامة وحزم، وجزم، مقتنعات بأن المرأة والرجل صنوان، لا يختلفان في صناعة المستقبل كما في كسب لقمة العيش الشريفة.

هذه الطلة الرهيبة لابنة الإمارات هي التي أسعدت بو خالد ورسمت الابتسامة على محياه، وملأت قلبة سروراً، وهذه هي شيمة القادة العظماء، والذين يحكمون بأبوة، ويرعون بنخوة، ويباركون نجاحات الأبناء بقوة.

مشهد يثري الوجدان، ويزهر في الثنايا والأشجان، يجعلك عندما تكتب عن مثل هذا الموضوع تفكر ألف مرة لتضع الكلمة في مكانها، ولكن مهما حرصنا، ودققنا، يبقى المشهد أعظم وأشم، من كل الكلمات، لأن أفعال الرجال النجباء، تتجاوز حدود الكلمات، وتعبر في الضمير من دون تضمين أو تخمين، إنها الحقيقة الدامغة، في حياة قائد أحب شعبه، فهاضت له الخواطر، وفاضت لأجله المشاعر.

- نقلا عن صحيفة الاتحاد الظبيانية