حميد طولست يكتب:

تهنئة بميلاد جمعية "فاسجديدية" بامتياز

كم هو مفرح ومطرب أن يعلم الفاس الجديدي بميلاد جمعية جديدة بالحي الذي تربطه به أواصر العشق والمحبة التقدير، جمعية أنشأتها تلة من خيرة أبناء الحي القادرين على الانفتاح به على آفاق تزاوج التطوع وتلاقح الأفكار وتوالد التجدد والانبعاث السابر للأمزجة المتباينة ، والعازمين على جمع شتات القناعات المختلفة وحتى المتناقضة المتناثر بين كفاءات الحي العامة والخاصة . 

وذلك في مثل هذه الأجواء الموبوءة بكورونا ، وما يعجّ به العالم الجمعوي من ظواهر الأمية والتخلف والنكوص والعزوف والتطفل والأرتزاق ، وما تمارسه –إلا من أجذ الله بيده-من ثقافة الإستعلاء والنزق الربحي غير المنضبط واللامسؤول تجاه الفرد والمجتمع والوطن؛  

في هذه الظروف العصيبة ، تبزغ "جمعية ..."في شجاعة عظيمة ، ومغامرة عارمة، كمشكاة جمعوية، ساطعة كشمس "باب الاساجمة" تحمل في طياتها قلق البحث عن إنارة عتمة عوالم الحي ، وخدمة مجاله الرياضي والثقافي ، وتعزيز إنتاجياتهما المعرفية والاجتماعية والأدبية ، حاملة راية الأمل والكفاح والنبوغ والألمعية، بما يشبه "الوحي" الذي لا تُحجب حقائقه، ولا تُغشي آياته ، ولا تُحجز حكمته، ويمكن من تعبيد سبل التنوير والانفتاح والاعتدال والتسامح في وجه كل الفاعلين ، وإثراء مخزون المتفاعلين المعرفي، وتمتيعهم بحق الكلام والتعبير والمعرفة والترفية والتثقيف ، حتى لا يبقوا هملا زائدا .. 

وهنا لا يسعني إلا أن أدعو الله أن تكون "جمعية ..." صوتا مسموعا مشاركا يثبت الذات والوجود والخلود ، ويغير واقع الحياة والبيئة والسياسة وكل عوالم الفكر ، وتفتح  نقاشات وحوارات وتبادل الآراء حول كل قضايا الحياة العامة والخاصة التي تمكن من حرّية الفكر والتعبير وممارسة الديمقراطية وإرساء قيم المجتمع المدني من العدالة الاجتماعية والمساواة ، للقضاء على احتكار العمل الجمعوي ودكتاتورية تسلط جمعياته ومنظماته التي تتواجد فقط عند الرخاء والسِّلم الاجتماعي ، وتنزعج من دمقرطة العمل الجمعوي وتعتبر دخيلا مرفوضا ، كل من يتجرأ على ولوجه بنية المتابعة اللصيقة واليوميّة وتطور نقائصه والحدّ من أضراره ، وتلصق به وبكل سهولة وتلقائية تهمة التطفل ويحكم سلفاً بتغيبه، وفقكم الله وسهل مأمورية أعضاء هذه الجمعية الذين أعرف عن أن جلهم مواطنون نافعين في حيهم ووطنهم ، ولا يصدر عنهم إلاَّ الخير، و لا يُتوقَّع منهم إلاَّ الفضل والبِر، وألِسنتهم رَطْب بالوُد و المُسالمة، وأيديهم مبسوطة بالنعمة يقدِّمُونها - مِن غير تكلُّفٍ - إلى سِواهم من أهل حيهم ، كما يفترض في أي مسلم واثق مِن نُبل خصاله، و كرم خِلاله..