رحيم الخالدي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الانتخابات وأحلام اليقظة
تتكرر التظاهرات في العراق يوميا ربما ودون هوادة، ومنذ سقوط نظام البعث، للتراكمات الحكومية السابقة، التي هيمن عليها حزب واحد، وكانت نتائجهُ مخيبة للآمال، لكن السيّد عبد المهدي بعد إستلامه المهام، حاول إنهاء حالة الركود والفساد وضياع الأموال وعمل بصمت مطبق، من خلال التوجه لدولة الصين الشعبية، لبناء العراق دون دفع أي أموال، وهذا أغاض الجانب الأمريكي المسيطر على القرار، بفضل التشتت والتباغض والتسقيط بين الأحزاب .
التظاهرات وبعد إتضاح الصورة، لاح على الساحة من قام بها ومن مولها، وأصبح كل شيء بائن للعيان، وإن كانت بعض المطالب محقة، لكن تغلّب عليها الجانب الممول من السفارة الأمريكية بمطالب ليست من مصلحة المواطن، الذي يرغب بعيش كريم وأمن مستتب، وبعد تخلي الكتلة الأكبر بعد بلعها الطعم.. ظهرت المطالب بمطالبة رئيس الوزراء بالإستقالة، وقدمها الرجل بكل إحترام، وطلب ترشيح شخص يرضونه ليحل مكانه، وعدم ترك المنصب شاغراً، وكأنه قرأ النتائج وهو ما قد حصل .
ترأس الكاظمي الحكومة هو فترة إستراحة، وليس له الحق تغيير فقرات سواء بالقانون او الدستور، وهذا من حق اللجنة التشريعية في مجلس النواب، لكن الذي جرى يحير العقول مع الصمت الجماهيري للفترة الماضية من أداء الكاظمي المخيب للآمال، فقد طمطم الإتفاق الصيني، وسحب كل الأموال المؤمنة.. وإتجه صوب تغذية دول فرضتهم أمريكا بإتفاقيات مضحكة، وهذه الدول ليس لديها إمكانية إعمار، سيما إعطاء الشركة الكورية المملوكة أمريكيا ميناء الفاو لأجل التعطيل، وهذا دفع بالعراق صوب الإفلاس .
التظاهرات الأخيرة كانت مخترقة ومختلطة، من الجانب المؤيد والمعارض، وهذا لخلط الأوراق لتضيع البوصلة من أداء الكاظمي، الذي يلعب لعبة قذرة بغرض تأخير الإنتخابات لكسب الوقت، مع وقوع تصادم المتظاهرين ووقوع ضحايا من الجانب الحكومي والمتظاهرين، رافقتها مشاركة قوة أمريكية في القاء القبض على أحد قيادات الحشد، مع مذكرة إتهام بالإرهاب! فكيف يحارب الإرهاب ويرتكبه؟ وهنا حدثت مشكلة إنتهت على خير بإطلاق سراحه مع إعتذار، كما قيل وتناولته مواقع، وهذا الحدث تكرر للمرة الثانية ويجب الوقوف عنده كثيراً.
إستقدام عوائل الدواعش من مخيم الهول لداخل العراق بمخيم الجدعة جنوب الموصل، عليه الف علامة إستفهام، سيما أن الدول المشارك أبنائها في الإرهاب تم رفضهم، باستثناء الأطفال بغية إشراكهم بالمجتمع، ومسح ذاكرة الإرهاب من خلال برامج معدة خصيصا لهذا الغرض، لكن هذه البرامج مفقودة بالعراق، فكيف سيتم دمجهم وهم يحملون الفكر التكفيري الهدام؟
بعض الأحزاب والكُتل تؤيد التأخير بغرض الكسب الإنتخابي، بعد علمهم أنهم فقدوا كثير من جمهورهم، بعد إتضاح مسارهم الخاطئ الجديد الذي إنتهجوه، سعيا خلف المناصب والمكاسب، والأداء غير المرضي لجمهورهم وباقي طبقات المجتمع، التي إستنكرت كثير من الخطوات التي عطلت المشاريع، مع إرتفاع سعر الصرف الذي أثّر يشكل سلبي على المواطن، رافقه إرتفاع الأسعار، وهم يعلمون أن هنالك طبقة واسعة من المجتمع العراقي، تعاني العوز والحرمان ناهيك عن نقص الخدمات وتوابعها .
من أيّد التظاهرات سواء شارك بها من عدمه، عليه تقبل النتائج مهما كانت، وأن المدة التي تم تحديدها يجب الإلتزام بها وعدم البحث عن خطوات عبثية، بغرض التعطيل لاتها بالتالي ستؤدي الى نتائج وخيمة غير محسوبة النتائج، لان المواطن العراقي مل من الوعود والكذب في كثير من المواطن ..... وعلى رئاسة الوزراء الإلتزام وضبط الأمور، وعدم إدخال البلد في أمور ليست من الصالح العام، والإنتخابات هي التي ستحدد من هو الفائز، وأحلام النهار التي يتحدث بها البعض هي مجرد أحلام واهية .