محمد فؤاد الكيلاني يكتب لـ(اليوم الثامن):
خاتمة المعارك
بعد المواجهة الأخيرة في معركة القدس (1)، بات العالم ليس كما كان، فالقضية الفلسطينية أصبحت قضية دولية وعالمية كما كانت في السابق، بعد إعلان ترامب عن صفقة القرن الفاشلة وقوبلت برفض عربي وشعبي قوي، كان له الأثر في إضعاف وإفشال وإسقاط صفقة القرن كما أسموها بالسابق صفعة القرن أو سرق القرن.
أصبح العالم ينظر إلى الكيان الإسرائيلي المهزوم في المواجهة الأخيرة، بأنه ضعيف وعلينا التخلص منه، فالإستراتيجية العالمية تجاه إسرائيل تغيرت تماماً، حمايتها في هذا الوقت الصعب سيزيد من كراهية العرب للدولة المؤيدة للكيان الإسرائيلي، فبدأت تنظر إلى القضية الفلسطينية كقضية مهمة وإستراتيجية للاستقرار في الشرق الأوسط، بعد المواجهة الأخيرة مع غزة.
المقاومة لا تريد أن تنجر إلى حرب قصيرة، كما يحاول الكيان افتعالها هذه الفترة، وخصوصاً في منطقة الشيخ جراح أو الداخل الفلسطيني، بل تنتظر الحرب النهائية وهي آخر المعارك إن حصلت؛ فالاستفزازات الإسرائيلية في هذه الفترة أصبحت متزايدة، والمقاومة بعد انتصارها الأخير فهمت أن الكيان يريد إفشال هذا النصر بالاستفزازات هنا وهناك، لكن كما جاء على لسان المقاومة بان صبر المقاومة بات ينفذ، وهي مستعدة للمعركة النهائية لتحرير فلسطين والقدس عاصمتها الأبدية.
في المواجهة الأخيرة كانت التجربة ناجحة بشهادة خبراء حرب الكيان، فالحشود العربية التي كان واضحة على الحدود الأردنية والعراقية والسورية واللبنانية، غيَّرت المعادلة وتبين بان هناك شعوب عربية واعية ومستعدة للقتال من اجل فلسطين والقدس، وما زاد من قوة المقاومة دخول محور المقاومة على الخط بإستراتيجية جديدة وهي بان القدس خط احمر وحرب إقليمية في حال تم الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال.
هذه الرسائل وصلت إلى إسرائيل ومن يدعمها، فإسرائيل وحلفائها بانتظار هذه الحرب، وفلسطين وحلفائها بانتظار ساعة الصفر، فالكل يريد تطبيق إستراتيجيته بالقوة، وفي هذه المرحلة قوة المقاومة بشهادة العدو قوية، بما أنها تملك صواريخ طويلة المدى تصل إلى تل أبيب وابعد، وبكل رشقة أكثر من 100 صاروخ، هذا النهج الذي فرضته المقاومة على إسرائيل أربكها وأضعفها، وعزز موقف المقاومة بان تقوم بالاستعداد للحرب النهائية الكبرى.
ربما المواجهة أو الحرب القادمة باعتقادي أنها هي نهاية الحروب في منطقتنا العربية الذي عانت ويلات الحروب لسنوات طويلة، وإنصاف الشعب الفلسطيني المهجر، فخاتمة الحروب نهاية الغدة السرطانية في الشرق الأوسط وهو الكيان الغاصب.