د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

لماذا تريد الشرعية اليمنية إسقاط عدن بدلا من صنعاء

حينما أجتاحت قوات علي عبدالله صالح عدن 1994 مسنودة بحزب الإصلاح والقاعدة والأفغان العرب
كان هناك إتفاق بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقادة الإصلاح على تقاسم المصالح في عدن من شركات نفط وغاز ومنافذ برية وبحرية وجوية في عدن وشبوة وحضرموت

ولذلك فقد ضربت القوات الشمالية بعرض الحائط كل القرارات الدولية لوقف حرب 1994 حتى تمكنوا من إحتلال عدن

طبعا هذه المصالح سوف تتغير بعد أن تنتهي الحرب وتبدأ العملية السياسية

فأبناء الجنوب يطالبون بدولتهم التي نهبت طوال 30 عاما
وأصبح لديهم غطاء سياسي يمثلهم وهو المجلس الإنتقالي الحنوبي وجيش وطني
يحمى ويدافع عن الأرض الجنوبية

لم يكن قادة حزب الإصلاح الإرهابي يتوقعون حدوث هذه التطورات في الجنوب وهم الذين وافقوا على عاصفة الحزم عن مضض
وكان تدريب جيشهم في مأرب لهذا الغرض لذلك كان تسليم الجبهات في مأرب والجوف ونهم لميليشيا الحوثي بهدف التفرغ للقضاء على القوات الجنوبية ودخول عدن أو كما أسماها قادة الإصلاح العسكريين " فتح عدن "

ومنذ أكثر من سنتين والمقاومة الجنوبية مستمرة في الدفاع عن أبين التي إن سقطت يعني أن الميليشيات الإرهابية التابعة لحزب الإصلاح سوف تتحكم في عدن

إذا أهداف الشرعية وجيشها لم يكن إستعادة الشمال من ميليشيا الحوثي الإيرانية وإنما إستعادة إمبراطورية الإصلاح المالية والإقتصادية في الجنوب

وبإذن الله لن يتحقق هذا الهدف وأبناء الجنوب واعين لهذه الأهداف والمخططات الخبيثة وسوف يرد كيدهم إلى نحورهم

وهذا يعني أن كل ما وقعت عليه الشرعية من إتفاق الرياض بينها والمجلس الإنتقالي هو فقط لذر الرماد في العيون
لأن الجانب الميداني والحرب في أبين تثبت عدم جديتهم في أي إتفاق مع الجنوب

وأرى أنه من الواجب على دول التحالف والدول الراعية لإتفاق الرياض إنصاف الجنوبيين والإعتراف بهم ككيان وأمر واقع على الأرض

د. خالد القاسمي