لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):

دولة الجنوب وجيرانها.. القبول بشراكة كأشقاء لا "حديقة خلفية"

لا شك ان الكثير تابع عديد التصريحات التي أطلقها سياسيون وصحافيون سعوديون، وهي مواقف قد تكون وجهة نظر لأصحابها، لكن في ذات الوقت مستفزة إلى درجة كبيرة، مع يقيننا ان هذه المواقف صادرة عن تنظيم ذباب تنظيم الإخوان "فرع السعودية"، لكن هذا لا يعفي الموقف السعودي الرسمي، خاصة وأنها جاءت على شاشة قناة رسمية، تمثل لسان الدولة.
سليمان العقيلي واحد من ذباب تنظيم الإخوان السعودي خرج علينا بتصريحات "غير أخلاقية"، وبكل غرور وعنجية، ليقول "ان من حق السعودية ان تأخذ ثمن تدخلها في اليمن لمحاربة الحوثيين، بالحصول على شبوة والمهرة وحضرموت، وكأن علينا في الجنوب ان ندفع ثمن دفاع السعودية عن حدودها الجنوبية المرتبطة بجغرافيا بالسعودية.
لست في موضع ان اطرح سؤال حول موقف القيادة السعودية العليا بهذا التصريحات التي بثت على قناة رسمية هي لسان المملكة العربية السعودية "الشقيقة".
وطالما والتصريحات قد بث على شاشة قناة رسمية فأن علينا اعتبار ذلك "موقفا سعوديا رسميا"، واذا لم يكن كذلك، فأن على القنوات السعودية الرسمية ان تتيح للسياسيين والصحافيين الجنوبيين، الحديث وطرح رأيهم بكل وضوح وشفافية، وان ترفع تلك القنوات الحظر المفروض على عدد من الصحافيين الجنوبيين، الذين تم وضع أسمائهم في قوائم الحظر، عقب وشاية من وزارة الاعلام اليمنية.
وبعيدا عن هذا، دعونا نخاطب العقيلي ومن هم على شاكلته، بأن الجنوب وطن حر يمرض ولكن لا يموت، الجنوبيون هم العرب الاقحاح لمن يفتخر بنسبه، فهم من دفع ثمن محاولات عدة لتقوية شوكة العرب، حين تنصل الاشقاء عن مساندة الجنوبيين بعد الاستقلال، ولكن مع ذلك تسامح الجنوبيون ووقفوا بقوة مع عاصفة الحزم، على الرغم من المواقف الرسمية التي تحض على شكل وحدة، هي في الأساس أقبح احتلال عرفته المعمورة.
كان الأخرى ان تسأل نفسك، لماذا لم ينهزم الحوثيون إلى اليوم؟ أول كيف استطاع الحوثيون الصمود في وجه القصف الجوي، اما على الأرض، فالحرب التي يخوضها خلفاء الرياض، تقتصر على تسليم المدن واسلحة التحالف للأذرع الإيرانية.. والا بإمكان العقيلي وغيره ان يعمل دراسة عسكرية وسياسية ميدانية حول ماذا حقق حلفاء السعودية في الحرب ضد الحوثيين؟، إذا افترضنا جدلا انهم لم يتدخلوا في الجنوب كما تدخلوا في الشمال، اقصد هنا التدخل العسكري بالدعم اللوجستي، ولم تقدم السعودية أي دعم عسكري للجنوب والقوات الجنوبية، مثل ما قدمت لجيش الإخوان في مأرب، ولكن يظل هذا شأن داخلي سعودي لسنا معنيين بالحديث عنه، هي وجهة نظرهم، وحتى "هزيمة الحوثيين من عدمه"، شيء لا يهم، فالحوثيون نعرف ان المشكلة معهم هي العلاقة مع إيران، ومتى ما تم التوصل إلى تسوية سياسية مع طهران، فالحوثيون قد يصبحوا "إمامة هاشمية".
لكن نعود لطرح السؤال الأكثر جدلاً.. لماذا على الجنوبيين ان يدفعوا ثمن تدخل السعودية لمحاربة إيران في شمال الشمال؟.
كان بودي ان اطلب من سليمان العقيلي ان يتوقف عن قراءة كتب "قطب والبنا"، وان يتجه لقراءة التاريخ اليمني، ويسأل نفسه، من هم اليمنيون الشماليون؟ هل هم "عرب اقحاح، ام ان لفارس نصيب الأسد منهم، على اعتبار ان سيف بن ذي يزن قد جلبهم لمساعدته في طرد الاحباش.
لست في موضع التشكيك في نسب أحد، ولكن التأريخ اليمني يقول ان النفوذ الإيراني في هذه الجغرافيا ضارب في الجذور، وطهران معروف انها دولة توسعية وترى في الخليج العربي، انه حقها وتطلق عليها الخليج الفارسي.
ما علينا من كل هذا، بأي حق ياسليمان العقلي ان ندفع " شبوة وحضرموت والمهرة"، ثمنا لتدخلكم للدفاع عن حدودكم الجنوبية مع المملكة العربية   السعودية.
لا تنسى يا عقيلي ان الجنوبيين هم من ساهم في ان تصبح السعودية دولة عظمى في المنطقة؟ واسال عن حضارم الجنوب الذين ساهموا في بناء الاقتصاد السعودي من الصفر.. هل من رد الجميل لهؤلاء يا عقيلي ان تسلب أرضهم بدعوى أنك تدخلت لمحاربة الاذرع الإيرانية.. لماذا لا يكون "الثمن صعدة" على الأقل لحماية الجنوب من الهجمات الحوثية.
لست في صدد الحديث عن الماضي والخلافات السعودية الجنوبية، ولكن كنا نتمنى ولا نزال نأمل ان نطوي هذه الصراعات وان نبدأ صفحة جديدة عنوانها التكاتف على مواجهة التحديات، فالمصير لا يزال مشتركاً، ونحن نرى ان من المصلحة الجنوبية، صمود السعودية في وجه المشاريع التي تريد تقسيمها وتقسيم المنطقة برمتها، نريد كجنوبيين ان نقيم علاقة شراكة كأشقاء، ولا نريد ان نكون بكل الأحوال حديقة خلفية لأحد، ولعل تجربة اللجنة الخاصة في شمال اليمن قد اثبتت فشلها لذلك من المهم لكل الطرفين ان تكون العلاقة ندية قائمة على الود والتأخي والتضامن والتأزر.