فتاح المحرمي يكتب:
مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي.. وأزمة نقص الوعي
قبل أن نتحدث حول أزمة الوعي التي نعاني منها في مجتمعنا الجنوبي، وتحديدا مجتمع الفضاء الافتراضي، برامج التواصل الاجتماعي، وانعكاساتها السلبية، لا بد من الإشارة إلى ما يعنيه النقد البناء والنقد الهدام.
النقد نوعان، ” نقد بناء”، و”نقد هدام”، لخص، د.محمود السالمي، الفرق بينهما، عبر حسابه على فيسبوك ، بقوله : “النقد البناء يعرض حقائق واضحة، بلغة محترمة، وفي المكان والزمان المناسب، وهدفه الأول والأخير التصحيح، بينما النقد الهدام، يوجه تهم عامة، بلغة تجريح وسب شخصي، ووهدفه الأول والأخير التشوية والتعطيل”.
وبعد هذا التوضيح، نشير إلى أنه برامج التواصل الاجتماعي، أصبحت متنفس المجتمعات، ونافذة يعبروا فيها عن آرائهم ومواقفهم، ويكتبوا عن الأحداث من حولهم، ونحن في الجنوب جزء من هذا العالم الافتراضي، ومن الطبيعي عند حدوث إشكالية ما هنا او هناك، الكتابة عنها، والتعبير عن المواقف والآراء حولها، وانتقادها من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي، وهناك العديد من تلك الأحداث التي أثيرت مؤخرا.
إلى هنا لا جدل حول ذلك، ولكن ما بعد الانتقاد، تبدأ الانعكاسات السلبية، ومن وجهة نظري يعود ذلك إلى أزمة نقص الوعي التي نعاني منها مجتمع برامج التواصل الاجتماعي، والذي يجعلنا لا نمير بين النقد الهدام والنقد البناء، فيغلب على طابع ما نكتبه النقد الهدام، وهذا ما يستغله العدو بتعمد، او بعض المتسرعين، ويتحوله – مع الأسف – إلى جدال يشيع المناطقية بين أبناء الجنوب.
مكمن الخلل أن نقص الوعي يجعل البعض يتسرع في الترويج لاشاعات يبثها العدو، أو يتسرع في الحكم على نقد معين ويرد عليه بمنطق هدام، وهكذا تتضاعف ردود الأفعال، حتى نصل إلى نتيجة سلبية، وتحديدا فيما يخص نشر المناطقية الورقة الجديدة القديمة التي يلعب بها العدو.
من وجهة نظري وفي هذه الحالة، فنحن بحاجة ماسة للتسلح بالوعي، والتمييز بين النقد البناء والنقد الهدام، وكذلك عدم التسرع في ردود الأفعال، ومن باب كف الأذى حتى من يروج للإشاعات، ويثير المناطقية، علينا أن نتجنب الرد عليه ونتجاهله، فمن يثير المناطقية حول حادثة ما هو غير منطقي فيما يكتب، واول من يجب أن نقاطعه.
وكاجراء عملي في الواقع، ومن باب النصح وتدارك ما يمكن تداركه، يناط بالنخبة الجنوبية المثقفة، أن تتدخل، وتبين النقد البناء من الهدام، في هذه الحادثة او تلك، وتكتب لتصحيح الاختلالات في الكتابة والنشر، وتقطع الطريق أمام من يستغل ذلك لتأجيج الرأي العام ودس ورقة المناطقية، لزرع الانقسام بين أبناء الجنوب كواحدة من أوراق إستهداف الجنوب وشعبه وقضيته ومشروعه التحرري، ولفت نظرهم إلى ما هو أهم في مقارعة العدو والرد عليه، وتجاوز الأحداث الداخلية، والتلاسن فيما بيننا البين.