أمجد صبيح يكتب لـ(اليوم الثامن):
ما بين حضرموت وعدن.. أين النجاح والفشل
يكرر بعض المسؤولين الحضارم دائما في اجتماعاتهم المفتوحة والمغلقة ان عدن نموذج للدولة والمحافظة السيئة في الإدارة والأمن والخدمات والصحيح انهم (المسؤولون الحضارم) يتحدثون عن ذلك للتغطية على الفشل الذريع الذي تمر به حضرموت الان في ظل إدارته تلك الشلة الفاشلة ابتداء بالمحافظ وصولا الى أصغر مسؤول ووكيل.
عدن ليست أنموذجاً للفشل واستطاع (عيال القرية) مثلما يحلو للبعض تسميتها ومنهم المسؤولون الحضارم وغيرهم من وزراء الحكومة اليمنية الهاربين في كل مكان بذلك الاسم استطاعوا ان يخرجوا عدن إلى بر الأمان بحدود المعقول وعمل ابن شبوة المحافظ أحمد لملس على الخروج بعدن إلى بر الامان رغم ان العاصمة يعمل ضدها خليط كبير من المرتزقة ينفذون أجندة دول كبيرة وطامعة في وجود موطئ قدم لها.
ورغما عن ذلك الخليط من المرتزقة وأجهزة المخابرات التي تعمل ضد تطلعات الجنوب وكل حالم بالدولة القادمة وإظهارها من الان على أنها دولة فاشلة ولن تقوم لها قائمة الا ان (عيال القرية) أثبتوا انهم رجال دولة بحق وحقيقة رغم حداثتهم بالعمل الإداري و التنظيمي الا انهم مقاتلين اشداء.
يضرب بعدن انها نموذج الدولة الفاشلة وفي الحقيقة انها تغلبت على الكثير من المعوقات التي وضعت بخبث شديد في طريق من تولى زمام الأمور فيها ابتداء بالسيارات المفخخة التي استهدفت عيدروس قاسم الزُبيدي عندما كان محافظا لها وقبلها محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد الذي قتل بسيارة مفخخة وقبلة الآلاف من الشهداء الذين قدموا حياتهم لهذه المدينة الباسلة حتى تخرج إلى النور وتؤسس من الان لنموذج الدولة القادمة ولا نقبل بالموجود الان لأننا مواطنون ونسعى إلى أفضل الأفضل رغماً عن كل شيء نريد الأفضل.
وبالعودة إلى مأرب المحافظة التي يعتبرها بعض المسؤولين الحضارم نموذج لما لا تكون حضرموت مثلها وفيها البترول ٣٥٠ ريال وهي دون ميناء ولا تستلم ٢٠ مقابل حصة نفط ولا فيها موازين كثيرة ولا صناديق ولا استقطاعات مثل حضرموت التي تكون في السنة إجمالي كل المذكور اكثر من ٣٥٠ مليون دولار أين تذهب كل هذه الملايين والمليارات، لكن الحقيقة ان محافظات تفوقت علينا نحن الحضارم في الخروج من الأزمة.
بالعودة إلى حضرموت وبعد تحريرها من الارهاب وتولي النخبة الحضرمية زمام الأمور في ساحل حضرموت و بالحديث جزئيا عن النخبة الحضرمية لو ان باستطاعة المسؤولين الحضارم الان تفكيك النخبة الحضرمية لفعلوا ذلك ارضاء لمن يطيل بقائهم في كراسي السلطة ولا نستثني منهم احد لان الحرب بينهم ولمن يقدم الطاعة للآخر على اشدها مطبقين (تعش به قبل أن يتعشى بك) و مماحكات كثيرة في ضل رياح التغيير التي تعصف بالإقليم الان و تحركات احجار اللعبة هنا وهناك.
بالعودة إلى حضرموت التي ترزح تحت الفساد الان والمواطن فيها لا يعرف يعمل او يأخذ دورة في طابور الخضروات والمشتقات النفطية وبعد حرب التحرير كانت الأمور فيها بخير إلى أن اعلن عن تولي قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء البحسني مقاليد الحكم أصبح حال المحافظة لا يسر العدو قبل الصديق ونفر منها المستثمرين وأصبح توريد المشتقات النفطية بيد فئة معينة بل و أصبحت الوظائف المدنية والعسكرية بيد فئة معينة وكل ما يصرف من مليارات وحصص المشتقات النفطية عبث في عبث وفوق كل هذا يتشدق علينا مسؤولي هذه المحافظة بالأمن والأمان في كل محفل وهم لا دخل لهم بذلك بل ذلك حصيلة تضحية أبناء حضرموت بحياتهم لأجل كل واحد فينا فهل يعقل ان يتولى زمام المحافظة اليوم مجموعة من الفاشلين او لماذا كل شي منهار من كهرباء وخدمات وغيرها لماذا.
بالمقارنة بين عدن وحضرموت اليوم نرى ان عدن التي كان البعض يعايرها ويصفها بالنموذج الفاشل تتخطى اليوم المستحيل وتضرب مثال واضح وكبير في الصمود والتغلب على كل معوق خبيث وضع في طريق تمنيتها وحضرموت الدولة التي ضربت بعد التحرير النموذج الرائع أصبحت اليوم اداريا فاشلة في كل الخدمات رغم ان لا معوقات وضعت في طريق مسؤوليها وكل تلك المعوقات وضعها كل مسوؤل للآخر لكي يظهر بمظهر الفشل والنتيجة أصبح كل واحد منهم فاشل وفشلت حضرموت في الحفاظ على ذلك النموذج الذي صنعة شهداء حرب التحرير.
--------------------------------
رئيس تحرير حضرموت 21