د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الدور التخريبي لحزب الإصلاح في اليمن !!

تزداد حدة حملات الهجوم الإخواني- الحوثي الإعلامي المتواصل-
على التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، في ظل استمرار الانقلاب الحوثي .“الإصلاح” مع السعودية في الظاهر، لكنه مع قطر وتركيا في حقيقة الأمر!!

-يَدَّعي الإصلاح أنه مع عروبة اليمن، بيد أنه يعمل لصالح وهم “الخلافة الإسلامية”! يأكل من مائدة الملك سلمان، ويُبَشِّر بأردوغان كـ “خليفة للمسلمين” وعلاقتهم بتركيا مدعومة بالانتماء الإيديولوجي المشترك لفكر جماعة الإخوان

يعيش قادة حزب الإصلاح في الرياض، لكن قلوبهم في أنقره-
يسيطرون على قرار الحكومة الشرعية، ويستأثر بجزء كبير من مواردها، وأغلب الوظائف الحكومية، فيما يعمل أتباعهم في خدمة المشروع القطري، في اليمن .

-حزب الإصلاح تبرأ من جماعة الإخوان المسلمين، رغم أن مواقفه متطابقة معها، وقادته المنتمين لها يتحكمون بقراره ويرسمون توجهاته. وينفى، بشكل مُعلن، وجود أي علاقة تربطه بجماعة الإخوان، رغم أنه يعتنق أيديولوجيتها الدينية!!


-تبرأ الاصلاح من ذاته، ومن هويته الدينية والفكرية والسياسية، لإرضاء السعودية، وبشكل أدق لتجنب الدخول في عداء مباشر معها. إلا أنه أوكل لناشطيه وأتباعه مهمة النيل منها !!
-عندما أدركت الرياض أنه لا يمكنها مواجهة المخاطر الإيرانية، إلا بمشروع عروبي، رفع “الإصلاحيون - “الإخوان” راية الدفاع عن “عروبة اليمن”، لكنهم ظلوا يعملون نحو إبقاء الصراع طائفي إسلامي، ويدفعون نحو نقل زعامة “العالم السُّنِّي” من السعودية إلى تركيا !!

-“الإخوان” في اليمن هم أول من أطلق شعار “إمارات الخير”، لمدح دولة الإمارات. عندما كانت تدعمهم بالمال والسلاح، باعتبارهم جزءاً من الحكومة الشرعية. وعندما دفعت لهم الدوحة أكثر تحولوا إلى مهاجمة الإمارات، متدثرين بالشعارات الوطنية، وقضايا أخلاقية ومبدئية أخرى لا علاقة لهم بها. ونسأل : منذ متى كان “الإصلاح” حزباً وطنياً، وهو يعمل منذ نشأته في خدمة الخارج وضد اليمن ومصالحها؟!!

-بدأ الإصلاحيون في مهاجمة السعودية، وصاروا يصفونها بـ”المحتل”، ويرفعون شعارات علنية للمطالبة بإخراجها من اليمن!! ويمكن هنا أن نسأل: هل خروج السعودية والإمارات من اليمن، في هذا الوقت لمصلحة من؟!!
بالتأكيد سيكون في صالح مليشيا الحوثي؛ إذ سيبقى اليمن بدون دعم أو سند عربي، فيما الحوثي يحظى بدعم إيران وقطر !!.

-هذا السلوك المشين يُفَسِّر الانسجام والتوافق الذي يظهر بين ناشطي وأتباع مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح، واشتراكهم المتكامل في تنفيذ تلك الحملات ‘ وهنا تتضح الأهداف الحقيقية لحملات الإساءة والتحريض التي يشنها ناشطو وأتباع “الإصلاح” على الرياض وأبوظبي. على أن الحوثي هو المستفيد الحقيقي والوحيد من تلك الحملات، فهي تساعده في التشويش على عدالة الحرب القائمة ضده، أما “الإصلاح” فتقتصر استفادته على ملء جيوب قادته وناشطيه وأتباعه بالنقود!!

-هناك الكثير ما يمكن قوله عن التحالف العربي، وهناك من ينتقد بهدف إصلاح الأخطاء حرصاً على المصلحة الوطنية لليمن
والمطالبة بإصلاح الأخطاء تنطلق من دافع الحرص على
تخليص اليمن من هيمنة مليشيا الحوثي الموالية لإيران، أما المطالبة بإخراج التحالف العربي من اليمن، في هذا الظرف التاريخي الحرج والخطير، فالهدف منه إتاحة الفرصة لهذه المليشيا لإكمال سيطرتها على البلاد.

-جاء السعوديون والإماراتيون لمساعدتنا، ومن غير المنطقي أن نحَوِّلهم إلى أعداء وخصوم لنا. إن تحرير اليمن من المليشيا الحوثية هي مهمة تقع، في الأول والأخير، علينا نحن اليمنيين أن نعترف أن الشرعية تتحمل مسؤولية فشلنا في تحقيق ذلك!!
وعلينا أن نسأل دائماً عن الأجندات التي يخدمها خطاب “الإخوان” في اليمن، وعلى الدوام سنجد أن خطابهم يخدم المصالح الشخصية لقادتهم، والأجندات والمصالح القطرية بشكل عام، ويصُبّ، بالتالي، في خدمة مليشيا الحوثي، والمشروع الإيراني. من مصلحة اليمن، والتحالف العربي، تحرير الحكومة الشرعية اليمنية من هيمنة جماعة الإخوان، وحلفائها العسكريين والقبليين والسياسيين !!

“-الإخوان” وحلفاؤهم هم الذين عملوا على تأخير مهمة إنهاء الانقلاب الحوثي، وتحرير اليمن وتخليصها من هيمنة مليشياته. فسادهم أبقى الحكومة في حالة من العجز والوهن، وحال دون تشكيل جيش وطني حقيقي يتولى مهمة مواجهة مليشيا الحوثي. ونتيجة ذلك واضحة في مأرب وتعز والجوف و”نِهْم”، حيث هناك جيش وهمي يتحكم به أشخاص فاسدون وغير مؤهلين، يفتقدون للحد الأدنى من الحس الوطني، والضمير الأخلاقي!! .

-حزب الإصلاح وحلفاؤه، أعاقوا عملية تحرير اليمن من مليشيا الحوثي، و استأثروا بكل شيء، بما في ذلك قيادة جبهات القتال، فنهبوا الدعم المالي والعسكري المخصص لها، وسَلَّمُوها لأشخاص لا علاقة لهم بالحرب وغير مؤهلين. سيطروا على “موارد الدولة” المتاحة، وأغلب الوظائف الحكومية، وأداروها بشكل أضعف الموقف الأخلاقي والوطني لـ “الشرعية”، وقَوَّى من موقف الحوثي. بنوا جيوشاً وهمية أسأت للشرعية .

-إحدى النتائج الكارثية المترتبة على استئثار “الإصلاح” وحلفائه بقرار الحكومة، وجبها القتال، تمثلت في إعاقة تَخَلُّق وتَشَكُّل قوى مجتمعية مقاومة لمليشيا الحوثي. لقد احتكروا، بشكل مباشر وغير مباشر، حتى مهمة مواجهة هذه المليشيا
استولوا على المناطق المحررة وعبثوا بها، ولم يستكملوا عملية تحرير اليمن. والأخطر هو إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه!!
وقي الختام نقول :
• يعمل الإصلاح على تحميل دول التحالف مشاكل البلاد المتراكمة حتى أصبحوا ينتقدون السعودية و الإمارات أكثر من الحوثي ، كما وقع الإصلاح وثيقة تعايش وسلام في وقت مبكر مع زعيم الحوثيين في صعده .

• أحرز الجنوبيون في الجبهات التي يقودونها نجاحات كبيرة وانتصارات خاطفة في جبهات الساحل الغربي وصعده والجوف في حين لم يحرز الإصلاح أي تقدم في جبهات نهم وتعز والجوف بل سلمها للحوثي رغم الأموال الضخمة و الأسلحة المتطورة التي مدهم بها التحالف و قاموا بتهريبها إلى الحوثيين ثم خذلوا الجنوبيين والتحالف .

• تعاون الإصلاح والقاعدة ظهر واضحا في العمليات الإرهابية التي نفذت في عدن كما لم يقم الإصلاح بأي دور فعال ضد الحوثيين في الجبهات التي يقودونها ويرى مراقبون أن الإخوان يعدون الحليف غير المعلن للحوثيين وبقايا المؤتمر وهناك قواسم مشتركة تجمعهم .
• الإخوان لا يريدون للحرب أن تنتهي وهم يحاولون الخروج من عجزهم وفشلهم في الحرب المستعرة في اليمن وقد فشلوا في كل الجبهات .
• الجنوبيون لديهم رغبة في الانفصال لما عانوه من ممارسات قمعية من إخوان اليمن منذ عام 94 م حتى اليوم عندما قاموا بغزو الجنوب واستولوا على كل شيء فيه .
• الإصلاح ينتظره نفس مصير القاعدة وداعش لاسيما في الجنوب ولقد فهم حتى البسطاء والسذج خداعهم ومكرهم وشعاراتهم الزائفة وثبت للجميع أنهم يعملون سرا مع الحوثي عميل إيران في اليمن .
د. علوي عمر بن فريد