ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
درعا منها بدأت " الثورة" وفيها ستُقبر
قيل عنها بأنها مهد الثورة ظلت ولسنوات خارج سلطة النظام لبعدها عن المركز ولقربها عن من كيان العدو الذي عمل على تقديم الدعم بكل اشكاله بما فيها تقديم الخدمات الصحية حيث فتحت المشافي واجريت العمليات لجرحى فصائل المعارضة "حركة أحرار الشام- فوج المدفعية - جيش الثورة -لواء الكرامة وغيرها".ما اكثرها حيث ان لكل طرف اقليمي ودولي عصابات اجرامية تنفذ اجنداته,وهذا يظهر حجم المؤامرة التي تتعرض لها سوريا.
شملتها مؤخرا اتفاقيات مناطق خفض التوتر,لكن الفصائل المسيطرة لم تسلم اسلحتها الثقيلة للنظام ما جعل اللجوء الى الحل العسكري امرا لا مفر منه,استمرت حشود النظام على مرأى ومسمع الرعاة الرسميين لفصائل المعارضة اقليميين (الاردن-قطر)ودوليين ممثلا في الادارة الامريكية.
بات الجميع مدركا بان سوريا وحلفائها وبالأخص الروس الذين يعتبرون معركة سوريا الآن بالنسبة اليهم هي معركة ستالينغراد انها في بعض الكواليس تسمى الآن "سورياغراد"., مصممين على اعادة السيطرة على كافة المناطق الخارجة عن بيت الطاعة,فهل ستقود المعارضة حربا خاسرة خاصة بعد الحديث الامريكي بان عليها ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم تشنه قوات النظام وألا تبني قراراتها على افتراض أو توقع القيام بتدخل عسكري,ام اننا سنشاهد سيارات نقل الركاب الخضراء المجهزة بكافة سبل الراحة الى الشمال السوري حيث يتم تجميع الميلشيات هناك وتكون نهايتها المحتومة.
الأردن من جانبه يرغب ألا تنشب معارك على حدوده خوفا من نزوح اعداد هائلة لتفاقم ازمته الاقتصادية حيث يتواجد على ارضة ما يربو على المليون لاجئ سوري,كما انه يأمل في إعادة معبر نصيب-جابر الحدودي والاستفادة من الرسوم الجمركية التي تدر أموالا طائلة على الخزينة الاردنية حيث تلاشت مع سيطرة المعارضة على المنطقة وكثرت اعمال التهريب, قدرت السلطات الأردنية حجم الخسائر نتيجة اغلاق الحدود مع سوريا بما يربو على العشرة مليارات دولار امريكي.اما بخصوص تدخل قطر في الشأن السوري فان ازمتها مع جاراتها جعلتها تنكفئ على نفسها,وهناك محاولات تجريها مع النظام علّها تحظى بجزء من برنامج إعادة الاعمار في سوريا.
كما ان النظام يسعى جاهدا الى إعادة السيطرة على درعا والجنوب الغربي لما تمثله المنطقة من انتاج زراعي وبالأخص القمح الصلب وهي تحتل المركز الأول في انتاج الخضروات لإنعاش الاقتصاد وبها المعبر نحو الاردن,ومن ثم الانتقال شمالا ادلب وما جاورها,التي أصبحت مأوى لكافة المرتزقة التابعين لتركيا والمجرمين للقضاء عليهم.
سنوات عجاف تمر على الشعب السوري لكنها اخذة في الانفراج فشركاء النظام السوري آلوا على انفسهم المضيّ قدما حتى تحرير اخر جزء يرزح تحت نير الخونة والمرتزقة,الاخذين من الدين شعارات لهم لتطبيقها والدين منهم براء,يكفي محور الممانعة ان يعترف الاخرون بقدراته القتالية,وبات جل همهم ان لا يتواجد الإيرانيون وأتباعهم على الحدود السورية الأردنية ونقاط التماس مع كيان العدو,بعد كانوا ينادون بتنحي الأسد. والسؤال هل ستشهد الأيام المقبلة بسط النظام سيطرته على كامل ارض الجنوب,ومن ثم دفن "الثورة" التي جلبت الدمار والخراب والتهجير؟.