نجيب يابلي يكتب:

الدجاجة التي تصدت والألوية العسكرية التي توارت!

هناك أمور تحيرك بل وتجبرك على إعادة حساباتك.. أمور تجبرك على تكريم أضعف الكائنات، وأمور تجبرك على أن تقيم الدنيا ولا تقعدها لأن منكرا تشمئز منها "نساء ربات الحجال"، بتعبير الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

عجبت أيما إعجاب وأنا أشاهد شريط فيديو قصير لصقر هبط بقوة على مساحة صغيرة وكان هدفه خمسة صغار وبسرعة البرق رأيت أمهم الدجاجة تنقض على الصقر ودارت بينهما معركة شرسة كانت لصالح الدجاجة، واختبأ بعد ذلك الصقر بداخل حيز ضيق والدجاجة أمامه تتوعده والصقر يصرخ في مواجهتها وكأنه يصيح "يا مسلمين" ثم تركته بعد أن تيقنت أنه جبان، والمشهد يذكرني بأدب اللامعقول الذي ظهر في ستينات القرن الماضي.

وفي مشهد مغاير تماما شكلا ومضموما وذكرتني الواقعة بـ "يوم الربوع على قرنك وقرن بوك"، لأن الواقعة التي ضاق صدر الأربعاء 29 سبتمبر 2021م، من أن يتسع لها لأنها لا تشرفه لأن بيحان ليست حلة حزينة حلة العار عندما حزمت قيادات الألوية العسكرية الأربعة إن لم تكن الخمسة، عدتها وعتادها من البندقية الآلية ومرورا بقذائف الهاون والدوشكا وانتهاء بالمدرعات .. خمسة ألوية بعدتها وعتادها ورجالها سلموا بيحان ونجوا بجلودهم من الحوثيين!

حياكِ الله يا دجاجة.. أيتها المغوارة وأنتِ تتصدين للمعتدي الصقر ولقنتيه درسا في النزال وحماية الأطفال .. ولكم الله أيتها الكتاكيت وحفظ الله لكم أمكم الباسلة المغوارة .

وأقول للألوية الخمسة: هل يعقل أن تكون دجاجة أشجع منكم عندما صدت الصقر ولقنته درسا في المصارعة عندما شمل المشهد صنديدا ورعديدا؟ حفظ الله الدجاجة ولا نامت عين للرعاديد.