حميد طولست يكتب لـ(اليوم الثامن):
بعض ما سُجل من غريب الطرائف في انتخابات 8 شتنبر!
انتهت الإنتخابات وبقي الناس ما بين فَرِحٍ بما آلتْ اليه نتائجها من نجاحات ، ومُحبَطٍ مما خلفته تداعيات غريب الطرائف وعجيب الغرائب ، التي صم مكرورها آذان شعب ينتظر التغير ، وخنق زخمها أنفاس مجتمع يحلم بالكثير من خدمات الصحة والتعليم والسكن ، والتي مهما كانت محبطة ، فإن كلا الطرفين ، الفَرِح والمُحبَط ، جزء لا يتجزأ من أسباب كارثيتها ، التي اخترت في هذه الحلقة من حلقات " بعض ما سُجل من غريب الطرائف في انتخابات 8 شتنبر! " بعض مما راج منها في وسائل الإعلام : والتي من بينها المفارقة الغريبة المتمثلة في انتقاذ الكثير من الساسة لترشح الفنانين ، وخاصة منهم فاطمة خير –وكأن ذلك ليس من حقها - وتغاضيهم عن ترشح للأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون ، والذي فضح أمر تواجدهم بالعشرات في البرلمان الأستاذ عبد الواحد الراضي -البرلماني مدى الحياة- خلال ترؤسه جلسة إنتخاب رئيس مجلس النواب للولاية التشريعية الحالية بقوله : "اللي ماكايعرفش يكتب يطلب من جارو اللي حداه يوريلو كيفاش" وكأن الجهل أصبح معياراً والعلم خطيئة..
وتتجلى المفارقة الثانية في توعد السيدة نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد حكومة أحنوش بالإسقاط في تصريحها الذي جاء فيه:"سأخوض معارضة شرسة لإسقاط الحكومة!!!" وهي التي لم تتمكن من تخطي عتبة الحصول على مقعدها الواحد واليتيم.
وتكمن المفارقة الثالثة في عدم اكتفاء المستشارين الثلاثة الفائزين في مجلس المستشارين باسم العدالة والتنمية بالتمرد على قرار أمانته العامة القاضي استقالتهم ، وتحديهم لها بتشكيل مجموعة سموها "العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة"، عوض العدالة والتنمية.
وأختم بالمفارقة الغريبة المتمثلة في منع آخر التعديلات القانونية عمداء المدن الكبرى التي يتجاوز عدد سكانها 300 ألف نسمة، من عضوية مجلسي البرلمان، والسماح لهم بأن يكونوا أعضاءً في الحكومة ، وكأن عضوية البرلمان تحتاج نوعاً من التفرغ عكس عضوية الحكومة.
وإلى مفارقات انتخابية اخرى بحول الله.