علاء الدين توران يكتب:
الحقيقة التي ستنهي النظام الايراني
منذ اليوم الاول لتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإنه قد إعتمد وبصورة أساسية على الممارسات القمعية بمختلف أنواعها ولاسيما إنه قد قام بإدافة الممارسات القمعية القرووسطائية المغالية في وحشيتها ودمويتها مع الممارسات القمعية لهذا العصر وبذلك فإنه ليس هناك من أدنى شك بأن هذا النظام يمتلك أفظع ماکنة قمعية في العالم کله ولايمکن أن يوجد من نظير له.
ليس عبثا خوف وإرتعاب النظام الايراني من مواجهته بملف حقوق الانسان والانتهاکات التي قام ويقوم بها ولاسيما وإنه قد تلقى 67 قرار إدانة دولية کما ليس من باب الصدفة أن يصبح هذا النظام مضربا للأمثال في مجال إنتهاکات حقوق الانسان على الصعيد الدولي خصوصا بعد أن باتت ممارسات قرووسطائية نظير سمل العيون وقطع الاذان وبتر الاصابع والايدي والرجم والجلد وکذلك الشنق يتم تنفيذها على الملأ وذلك من أجل بث الرعب والخوف بين الاوساط الشعبية وجعلها ترضخ للنظام وتخضع له ولاتفکر بمواجهته.
هذا النظام حتى في الفترات التي ظهر فيها برداء"الاعتدال والاصلاح"المزعوم، فإنه وخلال تلك الفترات لم تتوقف ماکنته القمعية عن العمل والدوران لحصد أرواح الشعب الايراني ولزرع الرعب والالم والمعاناة ويکفي أن نشير هنا مثلا إن أحکام تنإيد الاعدام قد وصلت الى مستوى قياسي في عهد الرئيس السابق روحاني الذي کان يدعي الاعتدال والاصلاح والى جانب إنه کان يدافع عن تنفيذ هذه الاحکام ويبررها فإنه وخلال عهده تم سن قوانين قرووسطائية ضد المرأة تمنعها بسبب الجنس مزاولة العديد من المهن کما تم منعها من الدراسة في العديد من المجالات لنفس السبب.
اليوم وخلال فترة رئاسة رئيسي، فإننا نرى كل أنواع القمع التي تطبق بشكل مباشر وغير مباشر في المجتمع، مثل الإعدامات المستمرة والمتواصلة، تدمير منازل الناس بقسوة تامة، إطلاق النار على العتالين وحمالي الوقود، مضايقة الباعة المتجولين ومصادرة أرزاقهم، قمع النساء بذريعة مصطنعة تمسى الحجاب السيئ، مهاجمة السجناء السياسيين من قبل السجناء العاديين في السجون، اعتقال الشباب (أو ما يسمونهم البلطجية) بصورة مريبة في المدينة، اعتقال النساء بشكل وحشي، التعذيب في السجون وعرض مقاطع الفيديو الخاصة بها، إغلاق جميع نشاطات مشاهدة مباراة إيران وكوريا لمجرد أنه لا يسمح للنساء بالدخول إلى الملعب، تسيير جميع أنواع الدوريات العامة في المدن، الحصول على خطاب توبة من ممثل قال لإيجي إي "محتال!"، تقييد الفضاء السيبراني بشكل قانوني، توجيه جميع أنواع التهديدات للمجموعات والقنوات في الفضاء السيبراني وعلى هذه الشاکلة هلم جرا!
عدم تمکن النظام من التخلي عن ماکنته القمعية وإعتماده الکامل عليها طوال ال 42 عاما المنصرمة، يٶکد عجز هذا النظام عن تسيير الامور والسيطرة على الشعب وکذلك عن رفض الشعب لهذا النظام ومفاهيمه وأفکاره المتحجرة وبسبب عدم قدرته على احتواء المجتمع وعجزه عن حل تناقضاته، قرر خامنئي السير في طريق موت النظام الأطول من خلال اللجوء الى سياسة الانكماش والانکفاء على نفسه بشكل أكبر. ولهذا السبب، عين خامنئي رئيسي وإيجي إي وتشكيلة حكومية مكونة من العناصر المتمرسة في القرتل والجريمة والبلطجة والفساد ومع إن رئيسي قد حاول في بداية فترة حكمه، أن يمارس عمليات القمع بأقل قدر ممكن، بل وحتى إنه قد ذهب أكثر من ذلك إلى إتباع أسلوب الظهور الاستعراضي، والترغيب، وإطلاق الوعود، وما إلى ذلك. لكن في وقت قريب جدا، وبسبب انتفاضة خوزستان والدد المتزايد من المسيرات الاحتجاجية وأعمال ونشاطات معاقل الانتفاضة، وغيرها من الحركات الانتفاضية، أدرك أنه يجب عليه العودة لسابق عهده، ليظهر وجهه الحقيقي ويعيد للأذهان بأنه جلاد وسفاح مجزرة عام 1988.
رهان هذا النظام على ماکنة القمع وإصراره على الاعتماد عليها لم يکن بذلك الرهان الصائب ولاسيما وإنه لايتفق أبدا مع روح هذا العصر ومع مبادئ وقيم الانسانية والحضارة وقد جاءت إنتفاضتي عامي 2017 و2019، لتعلنا فشل وإخفاق هذا الرهان وإنه لايمکن أبدا قمع الشعب الى الابد وفي إيران التي تخوض فيها المقاومة التي يصل عمرها ل 57 عاما بقوة وعنفوان معركتها مع الشاه والشيخ، لا تسمح بترهيب المجتمع وتخويفه، ولذلك يمکن القول وبثقة کاملة بأن ماکنة القمع لم تعد رهبة وإنها باتت تتآکل بفعل صدأ الفشل والهزيمة والاحباط وهذه حقيقة مرة کالحنظل على النظام ولاسيما وإنه يعلم جيدا بأن هذه الحقيقة لو إنکشفت وهي حتما ستنکشف فإن نهايته ستکون على وقع ذلك.