د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

علي عبدالله صالح أو كما يسمى عفاش ... كما عرفته عن قرب

أول لقاء لي مع علي عبدالله صالح ، كان بعد الوحدة عام 1992 ، وبالضبط بعد إتفاقية الحدود بين اليمن وعمان .

فبعد توقيع ترسيم الحدود في 12 يونيو 1992 ، عقد صالح مؤتمرا صحفيا حضره لفيف من الصحفيين والإعلاميين العرب ، كان صالح يتباكى على الوضع العربي بعد أحداث الخليج 1990- 1991 والذي كان نظامه جزءا من تأجيج الفتن آنذاك .

ذرف دموع التماسيح ، وهو يتحدث عن أحوال الأمة العربية في تلك الفترة .

كان الصراع بينه وبين نائبه الذي أعتكف في عدن قد بدأ ، بعد الإغتيالات السياسية التي أرتكبت بحق القيادات الجنوبية في صنعاء .

كان في هذا المؤتمر الصحفي ينفي بأن هناك خلافا بينه وبين نائبه علي سالم البيض ، وكان يتحدث عن الإغتيالات السياسية التي حدثت في صنعاء بأنها ثارات قبلية ، منذ أيام حكم الإشتراكي في الجنوب كما كان يدعي .

وفي لقاء جمعنا مع صالح بعد المؤتمر تحدث عن أخطأ دول الخليج في جلب القوات الأجنبية للمنطقة ، متناسيا إحتلال الكويت والمتسبب في هذه الكارثة .

وبعد هذا المؤتمر التقيت بصالح عدة مرات في 1994 و 1996 ، وتحدث بعض الأخوة حول تكريمه لنا بوسام الوحدة يوم 30 نوفمبر 1996 في عدن .

ولكنه كرم كل رؤساءكم وقياداتكم الجنوبية بهذا الوسام ، علما بأنني لم أكن يوما طالبا لهذا الوسام ، بقدر ما كان الوسام تكريما لمؤلفاتي التاريخية والوحدوية عن اليمن ، والتكريم بأسم الشعب اليمني الذي يمثله آنذاك الرئيس صالح .

ومن خلال لقاءاتي مع صالح لم أكن أرتاح من أحاديثه ، فقد كان يكره أبناء الشعب اليمني ، ويكره الخير لليمن شمالا وجنوبا ، ولم يكن يوما رجل وحدة ولا محبا للجنوبيين حتى يتوحد معهم ، ولكن الوحدة جاءته على طبق من ذهب .

هذا ما خرجت به من لقاءاتي العديدة مع صالح ، وما أثبتته فعلا أحداث 2014 بعد تحالفه مع ميليشيات الحوثي الإيرانية .

ولست من المحبين للقاءات الرؤساء والتصوير معهم ، فأنا كاتب وباحث كرست حياتي لهذا العمل ، ولكنها عملية بروتوكولية يفرضها واقع العمل الإعلامي .

كما أن دراساتي عن اليمن ووحدته ، كانت في فترة إمتداد الفكر القومي والوحدوي في المنطقة ، ومحاولة تطبيق نظريات تعليمنا الجامعي .

أتمنى أن أكون وضحت كل يريده القارئ العزيز حول علاقتي باليمن ، التي أمتدت من 1986 - 2003 وهي فترة أعتز بها ، ولا تخلو من السلبيات والإيجابيات بكل تأكيد .

وأرفق للقارئ العزيز بعضا من ذكريات تلك الفترة ، من صور اللقاءات وأغلفة بعض مؤلفاتي آنذاك .