ليست الذكرى الـ50 لقيام دولة الامارات العربيّة المتحدة في الثاني من كانون الأوّل (ديسمبر) 1971 مناسبة للحديث عن النجاحات التي حققتها هذه الدولة الشابة، بمقدار ما أن المناسبة تصلح لطرح أسئلة عن أسباب هذه النجاحات. النجاحات أمر مفروغ منه، وقد تحقّقت في فترة قياسية نظراً الى أنّ خمسين عاماً ليست شيئاً في مفهوم عمر الدول.
هذه دولة تفكّر بفضل قيادتها بالسنوات الخمسين المقبلة وما بعدها. دولة مرتبطة بالمستقبل بدل أن تكون أسيرة الماضي وعقده والشعارات الفارغة التي خدعت المواطن العربي في القرن العشرين. باختصار شديد الإمارات دولة تعيش في القرن الحادي والعشرين في ظلّ الثورة التكنولوجية التي تؤسس للمستقبل والتي تحمي من السقوط في متاهات من النوع المضحك المبكي ولا تزال تتحكّم بالمتاجرين بالقضيّة الفلسطينية، على سبيل المثال وليس الحصر.
ثمّة عوامل عدّة تساعد في فهم الأسباب التي جعلت النجاحات من باب تحصيل الحاصل في الإمارات. يأتي في مقدّم هذه العوامل الاستثمار في الانسان. منذ اليوم الأوّل لقيام الدولة، ركّز الشيخ زايد بن سلطان على الإنسان وعلى المصالح المشتركة التي تربط بين الإمارات السبع التي تتألّف منها دولة الإمارات. أوجدت هذه المصالح روابط متينة بين الإمارات السبع وبين مواطني الإمارات والمقيمين فيها. كذلك، ركّز الشيخ زايد على التعليم وعلى قيم معيّنة في مقدمّها ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر. لذلك، يقيم في الإمارات أناس من 200 جنسية في بلد يتمتع بالأمان والاستقرار من دون تمييز بين انسان وآخر. باختصار شديد، لا يزال الشيخ زايد الذي حوّل الإمارات الى أرض خضراء يبني. لا يزال أبناؤه يسيرون على نهجه.
ثمة زوايا لا تحصى يمكن الانطلاق منها لإبراز أهمّية مؤسّس دولة الإمارات، بصفته شخصيّة استثنائية لن تتكرر في المنطقة. فقد رعى الشيخ زايد المشروع التحديثي النهضوي وأنجزه في تلك الدولة بالارتكاز على ثلاثة أسس كبرى هي: بناء الإنسان وتأهيله لدوره في المجتمع من خلال التعليم الرصين والإعداد السليم والتربية الهادفة، وإنشاء بنية تحتية متكاملة وقويّة من شأنها أن تكون قاعدة متينة لمجهود تنموي شامل، وتحديث الهياكل المجتمعيّة والمؤسّسية للدولة.
خاض الشيخ زايد معارك كثيرة، بما في ذلك معركة قيام دولة الإمارات، بعد الانسحاب البريطاني من المنطقة. استخدم "القوّة الناعمة" من أجل خدمة بلده وتوحيده أوّلاً في ظروف إقليميّة أقلّ ما يمكن ان توصف به انّها كانت صعبة ومعقّدة. خاض كل هذه المعارك كسياسي وإنسان اوّلاً. لعلّ بين أفضل المداخلات في الندوة التي أقيمت الشهر الماضي في بلدة أصيلة المغربيّة لتكريم الشيخ زايد تلك التي تحدث فيها الدكتور زكي نسيبة الذي عمل معه مترجماً ومستشاراً ثقافياً طوال أربعة عقود. في مداخلته الطويلة، التي تطرّق فيها الى الجوانب المختلفة التي يمكن النظر من خلالها الى شخصيّة مؤسّس دولة الامارات، تطرق زكي نسيبة الى نقاط في غاية الأهمّية مركزاً على إيمان الشيخ زايد بالتعليم والثقافة. تطرق أيضاً الى الشيخ زايد بصفة كونه ذلك الإنسان الذي يؤمن بـ"وحدة المصير بين كلّ الشعوب"، كما يؤمن بالتسامح ولا يفرّق بين إنسان وآخر. أشار الى اعتماد هذا الزعيم السياسي الاستثنائي على "الصدق والصراحة" وعلى "الحكمة والاعتدال". كشف انّه كان يقول لزعماء سياسيين التقاهم "صديقك من صدقك".
ليس سرّاً أنّ الأرقام تتكلم عن نفسها وعن النجاح الاماراتي الذي وضع أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي آمن بمشروع دولة الامارات وحوّله الى واقع. من بين ما تقوله الأرقام إنّ اقتصاد الإمارات من بين أهم ثلاثين اقتصاداً في العالم. تحوّلت الإمارات السبع الى دولة حقيقية تتطلّع الى المستقبل. تتطلّع الى المستقبل، بفضل الأسس التي وضعها الشيخ زايد. تتطلّع الى السنوات الخمسين المقبلة. هذه دولة متصالحة مع نفسها ومع مواطنيها ومع من يعيش على أرضها من دون تفرقة أو تمييز من أيّ نوع. هذه دولة تفكّر في مرحلة ما بعد النفط والمحافظة على البيئة ونظافتها بدل البقاء في اسر الماضي وعقده. هذه دولة نفطيّة تطور الطاقة الشمسية التي ستصبح مادة قابلة للتصدير مستقبلاً!
يبقى أن من بين أهمّ الإنجازات التي تحقّقت في دولة الإمارات إنجازين. أولّهما التمسّك بالاستمرارية ووفاء أبناء الشيخ زايد للقيم التي آمن بها والدهم وسعيهم الى ترسيخها. أمّا الإنجاز الآخر، فيتمثل في أن الامارات دولة فيها قضاء حقيقي. إنّها دولة القانون. لا وجود لدولة قابلة للحياة من دون قضاء مستقلّ. هذا ما آمن به الشيخ زايد منذ البداية مثلما آمن بالإنسان الاماراتي الذي استطاع أن يكون قدوة في التزام القانون والتزام قيم أخرى في مقدّمها العمل الجاد.
لا شيء ينجح مثل النجاح. أسباب النجاح الإماراتي واضحة. يظلّ أن من بين أهمّ هذه الأسباب القدرة على الأخذ والردّ ومراجعة الذات والرهان على أن السياسة تعني، قبل أي شيء، آخر القدرة على التكيّف مع الواقع والتعايش معه متى دعت إلى ذلك الحاجة والظروف والتحديات اليوميّة.
هذه دولة تفكّر بفضل قيادتها بالسنوات الخمسين المقبلة وما بعدها. دولة مرتبطة بالمستقبل بدل أن تكون أسيرة الماضي وعقده والشعارات الفارغة التي خدعت المواطن العربي في القرن العشرين. باختصار شديد الإمارات دولة تعيش في القرن الحادي والعشرين في ظلّ الثورة التكنولوجية التي تؤسس للمستقبل والتي تحمي من السقوط في متاهات من النوع المضحك المبكي ولا تزال تتحكّم بالمتاجرين بالقضيّة الفلسطينية، على سبيل المثال وليس الحصر.
ثمّة عوامل عدّة تساعد في فهم الأسباب التي جعلت النجاحات من باب تحصيل الحاصل في الإمارات. يأتي في مقدّم هذه العوامل الاستثمار في الانسان. منذ اليوم الأوّل لقيام الدولة، ركّز الشيخ زايد بن سلطان على الإنسان وعلى المصالح المشتركة التي تربط بين الإمارات السبع التي تتألّف منها دولة الإمارات. أوجدت هذه المصالح روابط متينة بين الإمارات السبع وبين مواطني الإمارات والمقيمين فيها. كذلك، ركّز الشيخ زايد على التعليم وعلى قيم معيّنة في مقدمّها ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر. لذلك، يقيم في الإمارات أناس من 200 جنسية في بلد يتمتع بالأمان والاستقرار من دون تمييز بين انسان وآخر. باختصار شديد، لا يزال الشيخ زايد الذي حوّل الإمارات الى أرض خضراء يبني. لا يزال أبناؤه يسيرون على نهجه.
ثمة زوايا لا تحصى يمكن الانطلاق منها لإبراز أهمّية مؤسّس دولة الإمارات، بصفته شخصيّة استثنائية لن تتكرر في المنطقة. فقد رعى الشيخ زايد المشروع التحديثي النهضوي وأنجزه في تلك الدولة بالارتكاز على ثلاثة أسس كبرى هي: بناء الإنسان وتأهيله لدوره في المجتمع من خلال التعليم الرصين والإعداد السليم والتربية الهادفة، وإنشاء بنية تحتية متكاملة وقويّة من شأنها أن تكون قاعدة متينة لمجهود تنموي شامل، وتحديث الهياكل المجتمعيّة والمؤسّسية للدولة.
خاض الشيخ زايد معارك كثيرة، بما في ذلك معركة قيام دولة الإمارات، بعد الانسحاب البريطاني من المنطقة. استخدم "القوّة الناعمة" من أجل خدمة بلده وتوحيده أوّلاً في ظروف إقليميّة أقلّ ما يمكن ان توصف به انّها كانت صعبة ومعقّدة. خاض كل هذه المعارك كسياسي وإنسان اوّلاً. لعلّ بين أفضل المداخلات في الندوة التي أقيمت الشهر الماضي في بلدة أصيلة المغربيّة لتكريم الشيخ زايد تلك التي تحدث فيها الدكتور زكي نسيبة الذي عمل معه مترجماً ومستشاراً ثقافياً طوال أربعة عقود. في مداخلته الطويلة، التي تطرّق فيها الى الجوانب المختلفة التي يمكن النظر من خلالها الى شخصيّة مؤسّس دولة الامارات، تطرق زكي نسيبة الى نقاط في غاية الأهمّية مركزاً على إيمان الشيخ زايد بالتعليم والثقافة. تطرق أيضاً الى الشيخ زايد بصفة كونه ذلك الإنسان الذي يؤمن بـ"وحدة المصير بين كلّ الشعوب"، كما يؤمن بالتسامح ولا يفرّق بين إنسان وآخر. أشار الى اعتماد هذا الزعيم السياسي الاستثنائي على "الصدق والصراحة" وعلى "الحكمة والاعتدال". كشف انّه كان يقول لزعماء سياسيين التقاهم "صديقك من صدقك".
ليس سرّاً أنّ الأرقام تتكلم عن نفسها وعن النجاح الاماراتي الذي وضع أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي آمن بمشروع دولة الامارات وحوّله الى واقع. من بين ما تقوله الأرقام إنّ اقتصاد الإمارات من بين أهم ثلاثين اقتصاداً في العالم. تحوّلت الإمارات السبع الى دولة حقيقية تتطلّع الى المستقبل. تتطلّع الى المستقبل، بفضل الأسس التي وضعها الشيخ زايد. تتطلّع الى السنوات الخمسين المقبلة. هذه دولة متصالحة مع نفسها ومع مواطنيها ومع من يعيش على أرضها من دون تفرقة أو تمييز من أيّ نوع. هذه دولة تفكّر في مرحلة ما بعد النفط والمحافظة على البيئة ونظافتها بدل البقاء في اسر الماضي وعقده. هذه دولة نفطيّة تطور الطاقة الشمسية التي ستصبح مادة قابلة للتصدير مستقبلاً!
يبقى أن من بين أهمّ الإنجازات التي تحقّقت في دولة الإمارات إنجازين. أولّهما التمسّك بالاستمرارية ووفاء أبناء الشيخ زايد للقيم التي آمن بها والدهم وسعيهم الى ترسيخها. أمّا الإنجاز الآخر، فيتمثل في أن الامارات دولة فيها قضاء حقيقي. إنّها دولة القانون. لا وجود لدولة قابلة للحياة من دون قضاء مستقلّ. هذا ما آمن به الشيخ زايد منذ البداية مثلما آمن بالإنسان الاماراتي الذي استطاع أن يكون قدوة في التزام القانون والتزام قيم أخرى في مقدّمها العمل الجاد.
لا شيء ينجح مثل النجاح. أسباب النجاح الإماراتي واضحة. يظلّ أن من بين أهمّ هذه الأسباب القدرة على الأخذ والردّ ومراجعة الذات والرهان على أن السياسة تعني، قبل أي شيء، آخر القدرة على التكيّف مع الواقع والتعايش معه متى دعت إلى ذلك الحاجة والظروف والتحديات اليوميّة.