الإمارات اليوم، تنطلق في كل علاقاتها الثنائية من رؤية حكيمة تؤمن بأهمية توظيف ثقلها المعنوي والاقتصادي لاستقرار المنطقة، وقناعة راسخة بأن المرحلة المقبلة يجب أن يكون عنوانها التقارب والبناء والتعاون، وليس التنافر، رؤية تؤسس لبناء الجسور، وتوظيفها في التنمية والاستقرار وتلبية الطموحات في الرخاء والتطور، الأمر الذي يعني، وبلا مواربة، أن علاقاتها مع إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام موجهة ضد أي طرف كان.
هذه سياستنا، وذلك توجهنا، وتلك رؤيتنا التي لا لبس فيها، والتي تهدف إلى "تصفير المشاكل"، وتعزيز التعاون البناء مع كافة دول المنطقة، وإزالة كل الخلافات لصالح التواصل والتّفاعل الإيجابي بين دول المنطقة، الأمر الذي يشهد له تواصلنا الأخير مع تركيا، وإيران، خاصة بعد أن أدرك الجميع أن صفحة ما سمي بـ"الربيع العربي" قد انطوت إلى الأبد وبلا رجعة.
وبصراحة شديدة، يمكننا القول، إن الإمارات اليوم غير مهتمة بسياسات المحاور والمواجهة، وأن الأساس في علاقاتها الثنائية مع مختلف دول المنطقة، والعالم ينطلق من أولوياتها الاقتصادية والتنموية، بعيداً عن المواجهات والصراعات التي لم تجلب للمنطقة سوى الفوضى، والتراجع.