ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الدبيبة....هل من خروج آمن؟
على غير المعهود حدث توافق شكلي بين رئيسي مجلسي الدولة والنواب من اجل الخروج من عنق الزجاجة التي وضع بها البلد لأكثر من عقد من الزمن, حكومات العاصمة ترضخ للميليشيات المتواجدة بها ,تبادل منفعة, الحكومة تمنحهم الاموال اللازمة من رواتب ومهايا ومنح وفي المقابل تتحصل على الحماية, قد تحدث بين المكونات المليشياوية بعض المشاكل سرعان ما تتدخل الحكومة لحلها بترضية الظرف المتضرر من خلال اغداق الاموال له.
مجلس الدولة الاخواني انسحب من الاتفاق مع البرلمان, بالتأكيد لم نستغرب ذلك فهؤلاء لا يؤمّن جانبهم, ويجنحون للسلم متى شعروا بالخطر يحدق بهم, حينها يحاولون الافلات بجلودهم, والتخلي عن بعض مبادئهم لانهم ليس لديهم الجرأة على المواجهة.
اطلق على حكومة الدبيبة "الوحدة الوطنية" املا في لم الشمل وتحقيق الاعمال المناطة بها وبالأخص اجراء الانتخابات الرئاسية, لكنها لم تحقق أي من اهدافها,بل ساهم رئيسها في افشال العملية الانتخابية بترشحه للرئاسة, ناكثا العهد الذي قطعه على نفسه كتابيا بعدم الترشح, كما انه سار على خطى سلفه السراج بعدم تسليم السلطة الا لجسم منتخب!, وأنه سيعيد الامانة الى الشعب الذي يعلم جيدا انه جاء الى السلطة عبر شراء ذمم بعض اعضاء لجنة(75).
في العالم المتحضر, عندما تسحب الثقة من الحكومة تظل لتسيير الاعمال اليومية الضرورية بينما الدبيبة فقد صوابه فكال الاتهامات للبرلمان الذي استجداه بالأمس لنيل الثقة, لم يقف امر الدبيبة عند هذا الحد بل طالب بأسقاط البرلمان من خلال الشارع, لم يحدث ذلك في أي بلد في العالم, تشبث بالكرسي لما له من فوائد وسرّع في وتيرة اهدار المال العام, علّه ينال رضا الشعب فينتخبه رئيسا.
صناديق دعم الشباب من اجل الزواج استنزفت الخزانة العامة, توفير قطع اراضي لهم يحتاج الى اقامة مخططات متكاملة الخدمات ويأخذ بعض الوقت, منحهم قروض سكنية ليس بالأمر الهيّن في ظل تقلب اسعار مواد البناء واليد العاملة, بصريح العبارة مشاريع الدبيبة للاستهلاك المحلي وحملة انتخابية رخيصة.
يدعو الى أي تجمعات جماهيرية لأجراء الانتخابات وضد التمديد, ثم يذهب اليهم ليلقي فيهم كلمة بالخصوص, كلام مكرر, مستهلك, يريد ان يجعل من نفسه بطلا شعبيا لكنه وللأسف اصبح مجرد مهرج, ليس بإمكانه كما انه ليس من صلاحياته اصدار قوانين انتخابات.
في الدول التي بها حكومات وطنية, هناك مخزون استراتيجي للسلع الضرورية يكفي حاجة السكان لنصف عام على الاقل, بينما في ليبيا و منذ اليوم الاول لازمة اكرانيا, ارتفع سعر الدقيق ومن ثم رغيف الخبز, يقولون لنا ليس بالخبز وحده يحيا الانسان, ولكننا لم نعد قادرين على شراء رغيف الخبز الذي ارتفع سعره بنسبة 30% وخف وزنه بنفس النسبة؟.
للأسف لم تعد هناك دولة بل هناك تجمع السماسرة يتاجرون بقوت الشعب, يستفيدون من الاعتمادات الخاصة بمختلف انواع السلع ويقومون بتخزينها وفق رغباتهم ,يبيعونها بالسعر الذي يريدونه, لا وجود للسلطات الرقابية والحسابية فهؤلاء ان لم يكونوا مشاركين في الجريمة ,فانهم غير قادرين على التفوه بكلمات قد تلقي بهم خلف القضبان ان لم نقل الى العالم الاخر.
شعب يعيش في فقر مدقع, الى اين يريد الدبيبة ايصال الشعب الليبي؟ الى متى يظل الشعب ساكتا على الذل والعوز؟ .هل يخرج الدبيبة من المشهد السياسي ويريح نفسه والشعب؟
ميلاد عمر المزوغي