مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):
النظام الإيراني يهدد السلام والاستقرار المنطقة
أصبح برنامج الصواريخ للنظام الإيراني مشكلة كبرى وخطرًا في منطقة الشرق الأوسط. وفي 13 آذار / مارس هاجم النظام قاعدة في إقليم كردستان العراق بعشرات الصواريخ، ثم برر ذلك بادعاء أن القاعدة كانت "مركزا استراتيجيا للتآمر والشر" تابعاً لإسرائيل.
وعلى الرغم من وصف النظام لهذا العمل بأنه عمل دفاعي، إلا أن ذلك الهجوم كان انتهاكًا واضحًا لمبادئ العلاقات الدولية وسيادة الدولة المجاورة.
وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الأعمال التي ارتكبها النظام قد تكررت عدة مرات على مدى السنوات الماضية، وستحدث بلا شك مرة أخرى بينما لا يزال يتم تمكين نظام الملالي من خلال استرضائه من قبل الدول الغربية ونهجها الفاشل تجاه أعمال النظام العدوانية.
يفسر الموقف الضعيف للغرب خلال محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي للنظام العدوان المتزايد للنظام على الدول المجاورة له.
ونظر العديد من المراقبين إلى وابل الصواريخ على أنه محاولة من قبل النظام لخلق المزيد من الانقسام بين الفصائل السياسية في العراق، والتي تعتقد طهران أنها ستقوي المجموعات العميلة التي تعمل بالوكالة عنها والتي تم هزيمتها خلال الانتخابات البرلمانية في عام 2021.
وقد قوضت الإدانة السريعة لرئيس الوزراء العراقي وكافة الجماعات السياسية العراقية الأخرى للهجوم، باستثناء عملاء النظام، خطة الملالي.
إن مراجعة سريعة لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية وتصريحات مسؤوليها توضح بشكل جلي أن الهجوم الصاروخي غير المبرر وغير القانوني كان يهدف إلى رفع الروح المعنوية لقوى النظام المحبطة، لا سيما في ظل الانتكاسات التي تلقاها في المنطقة، بما في ذلك مقتل اثنين من كبار قادة فيلق القدس في سوريا.
وبغض النظر عن دوافع النظام من شن هذا الهجوم، فإن برنامج صواريخ طهران وبرنامجها للطائرات المسيرة يشكلان تهديدًا متزايدًا للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
ومن المفارقات أن مثل هذا الموقف العدواني ضروري للنظام لتعويض الأزمات التي لا يمكن علاجها التي يواجهها في الداخل، بما في ذلك الاقتصاد المنهار، وتفاقم الاقتتال الداخلي بين الفصائل، وتزايد الاضطرابات السكانية والمجتمعية.
وفي ظل هذه الظروف، فإن تقديم أي تنازلات للنظام تحت ذريعة محاولة إبقاء برنامج الملالي النووي تحت السيطرة يعد أمرًا مضللًا ويؤدي إلى نتائج عكسية، لأنه قد يرقى إلى ضخ شريان الحياة للنظام في وقت يكون فيه في أشد حالاته خطورة وحساسية. حكومة ودولة معرضة للخطر في 43 سنة الماضية.
وكما قالت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي نظام الملالي هو البنك المركزي للتحريض على الحرب والإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة ويبحث عن قنبلة ذرية. الحل هو الإطاحة بالفاشية الدينية الحاكمة في إيران.