صبري القطيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):

همسات في أذن الرئيس عيدروس الزبيدي

ياسيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لقد كان نظام صنعاء في حروبه مع الحوثي في صعدة يستقدم القوات الجنوبية ويحيد القوات الشمالية على أساس أنه يتقي شر أتساع دائرة الحرب واخذها لمنحى الثأر القبلي وغير ذلك من الأكاذيب، واليوم نكاد أن نكون أمام نفس المعادلة حيث يرفع أعضاء ورئيس مجلس القيادة الرئاسي شعار السلام مع الحوثي وتركوا لغة الحرب والتهديد والوعيد لسيادتكم. فيبدو أن أعطائكم هذه المهمة من قبل المخرج أمر خطير وخبيث في نفس الوقت ينبغي أن تتنبهوا له. فهم يريدوا من خلال ذلك الخطاب أن يجعلوا شعبكم يشعر أن المعركة مع الحوثي هي معركة الجنوب بشكل أساسي، فضلاً عن أن أستهداف الحوثي لعدن أو غيرها من المناطق الجنوبية لا سمح الله كردة فعل على هكذا خطاب سيزيد من حماس المقاتل الجنوبي في الذهاب لقتال الحوثي شمالاً باعتبار ذلك تأمين للجنوب من خطرهم البعيد، وهذا يخدم مخطط المخرج والقوى الشمالية المنظوية تحت مظلته وما يريدوا أن يجروا شعبكم اليه.

يا سيادة الرئيس بأعتبارك تمثل رقعة جغرافية محررة مع زملائك الجنوبيين في مجلس القيادة الرئاسي فيجب عليكم تبني خطاب تطبيع الأوضاع جنوباً، والعمل على توفير الخدمات ومعالجة الأزمة الأقتصادية وتعزيز الأمن والأستقرار وتمكين قوات الأمن الجنوبية من بسط سيطرتها على كل التراب الجنوبي ولملمة النسيج الاجتماعي الجنوبي وأعمار ما دمرته الحرب، بالاضافة الى العمل مع التحالف لأيجاد منظومة دفاع صاروخية تمكنكم من صد صواريخ الحوثي أذا ما ذهب مجلسكم في طريق التصعيد العسكري خاصة وعدن ستكون المستهدف الأول في حال شعر الحوثي بأقتراب موعد الحسم العسكري لما تمثله من مركز أنطلاق للمعركة ضده كونها العاصمة المؤقتة لمجلسكم. في حين ينبغي ان تتركوا لغة التهديد والوعيد للأعضاء الشماليون في المجلس والحكومة والشرعية بشكل عام كي يشحذوا همم أنصارهم ويتمكنوا من حشدهم الى الجبهات. أن مسؤولية تحرير الشمال تقع على عاتقهم بشكل أساسي، وأن كان هناك من دور لكم باعتباركم شركاء في المجلس الرئاسي وفي المشروع العربي فينبغي أن يكون دوركم ثانوي وتكميلي في هكذا معركة.

يا سيادة الرئيس أن ما لم يستطيع الأشقاء في الشمال - وبأسنادكم ودعم وأسناد التحالف - تحقيقه خلال سبع سنوات مضت من المستحيل أن تحققوه اليوم في سبعة أشهر. فالوجوة هي نفس الوجوة وأن تم تدويرها ومزجها وإذا ما تمعنت فيها ستجدها أكثر وهناً وهشاشة مما كانت عليه قبل سبع سنوات من حيث العدة والعتاد.

يا سيادة الرئيس لا تثقوا بكل ما يُقال هنا وهناك وما يقدم لكم من تطمينات عن شراكة حقيقية معهم في هذه المرحلة والاعتراف بحق شعبكم فيما بعدها، فهم أنتهازيون يفكرون بمصالحهم ويقيمون تحالفاتهم بما يخدم أجندتهم، ولنا في الماضي عبر كثيرة، فما من طرف منهم تعاطف مع قضيتنا إلا وتغير كلياً عند وصوله للسلطة، فضلاً عن غدرهم بأتفاقية الوحدة ووثقية العهد والاتفاق وغيرها من الأتفاقيات.

ياسيادة الرئيس أن مصدر قوتكم هو أرادة شعبكم وسواعد قواتكم الجنوبية، ولا سبيل لكم غير الاحتفاظ بهما ورعاية مصالحهما لمواجة الأعداء مستقبلاً. فحذاري من تماديكم أكثر تجاه ما يعيشه الشعب من مجاعة وغياب خدمات أو رضوخكم لأرسال قواتكم العسكرية خارج حدود الجنوب وأذابتها في ما تعرف بالشرعية. فالقوة هي السبيل الوحيد أمامكم لفرض اجندتكم وتحقيق طموح شعبكم ولكم في مخرجات حوار صنعاء عبرة فقد أنقلبوا عليه قبل توقيعه، ولم يقبلوا بالحد الأدنى من المناصفة التي تبناها إلا مؤخراً عند أنصدامهم بقواتكم على الأرض، ونأمل أن تركزوا على مناصفة الوزارات والسفارات وكافة مفاصل الدولة في هذه المرحلة الأنتقالي بدلاً عن التركيز على أخذ نصيب الأسد في أي عمل عسكري شمالاً.

وفي الاخير وبالرغم من تخوفاتنا من غدر العدو والحليف إلا أن ثقتنا بكم تظل كبيرة في قيادة المرحلة والأبحار بسفينة شعبنا الى بر الأمان. وتمنياتنا لكم بكل التوفيق والنجاح.

#صبري_القطيبي