من يثير المشاكل في المنطقة ؟

 في رده على تصريحات سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي والتي اتهم فيها ايران وتركيا باتباع سياسة استعمارية من شأنها اضعاف السيادة السورية والتدخل في مناطق اخرى قال قاسمي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأيرانية ان دولة الإمارات العربية هي من يثير المشاكل في المنطقة ؟

 وهو بذلك ينطبق عليه اي قاسمي القول رمتني بداءها وانسلت فما عادت التدخلات الايرانية ومثلها التركية لغزا غامضا او سرا لا يعرف فهي جلية للعيان في اكثر من منطقة والتنافس بينهما كما اشار الى ذلك سمو الشيخ عبدالله بن زايد اسهما في اضعاف السيادة السورية من خلال التدخل السافر في هذا البلد العربي ومحاولة تفكيك وحدته من خلال الأستعانة بميليشيات طائفية وتوغلات سافرة تستهدف التركيبة الديموغرافية له ومثل ايران هي تركيا ارادت ان تتمدد في سورية سعيا وراء شعارات ماضوية تستند الى الحقبة العثمانية ولكن بنسخة اردوغانية جديدة .

ايران هي من دربت وسلحت ميليشيا الحوثي في اليمن واسهمت في اقتحامها للعاصمة صنعاء واسقاط الدولة وتحويل هذا البلد العربي العريق الى ساحة للتطاحن والصراع الدموي بينما الامارات العربية ذهبت ضمن التحالف العربي تقاتل دفاعا عن اليمن والشرعية وانتماءه القومي وتحمل لهذا البلد الشقيق الغذاء والدواء واصلاح المطارات والموانيء وتأهيل المدارس والمستشفيات واعادة تدريب قوى الشرطة لحفظ امن الناس بينما ايران الحرس الثوري ترسل السفن تلو السفن معبأة بالصواريخ والاسلحة والألغام والمتفجرات وهي لم ترسل سفينة واحدة مطلقا مساعدات إنسانية انما تخفي في سفنها تحت قوارير المياه القاذفات والصواريخ ..

فمن هو يثير المشاكل يا قاسمي ؟

ادخلتم وبالتعاون مع حزب الله اللبناني اكثر من خمسين ميليشيا طائفية من افغانستان والباكستان ودول اخرى الى بلاد الشام لتقتلوا وتفتكوا بالناس المدنيين وتقومون بالترحيل القسري للسكان تحت راياتكم الطائفية زينبيون وفاطميون وثار الله والعصائب وسواهم من الاسماء لهدف واحد هو اضعاف تماسك الدولة ونشر الخراب والفتنة الطائفية في هذا البلد العربي المعروف تاريخيا بوحدته وتماسكه الوطني البعيد كل البعد عن الأحتراب الطائفي .

كما ان سياسات اردوغان التركية هي الاخرى الهبت الصراع الدائر هناك سعيا وراء احلام تمكين جماعة الأخوان المسلمين من السلطة كي يبقى هذا البلد العربي تحت الوصاية التركية الاستعمارية.

لقد ارست السياسة الخارجية الاماراتية تقاليد في العمل الدبلوماسي اولها الوضوح في الموقف والرؤية والابتعاد عن لوي المصطلحات وتزييف الحقائق لان العالم اليوم اصبح في عصر تكنلوجيا المعلومات قادرا خلال دقائق ان يميز بين الغث والسمين ويفرق بين الحقائق والاوهام .

الامارات العربية تحملت مسؤليتها ادراكا منها لمتطلبات الامن القومي العربي وحمايته من الاختراقات التي ما انفكت ان تقوم بها ايران وتركيا في اكثر من ساحة عربية كاليمن وليبيا والعراق وسورية لذلك اختارت ان تعمل ضمن فريق عربي واسلامي حدد له هدف واسلوب عمل يتلخص في عودة الاستقرار والأمن لهذه البلدان المفجوعة بتدخلاتكم وتوغلاتكم الطائفية التي تسعى الى التفتيت والتشرذم لكيانات المنطقة تسهيلا لقضمها ووضعها تحت اجنحة الحرس الثوري او الباب العالي .

فمن هو له الحق يا قاسمي بالحديث عمن يثير المشكلات في المنطقة ويرفض ايجاد اية حلول منطقية ودبلوماسية للنزاعات الا عندما تحقق له اهدافه في السيطرة والاستعمار الجديد تحت شعارات مغلفة لا تحمل للمنطقة سوى الألم والخراب .