اسعد عبدالله علي يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل سمعتم بالقانون الجديد "ممنوع الكلام"!
طول السنوات الماضية اثبت النائب باسم خشان انه مثال راقي لمن يمثل الشعب, وكم تمنى العراقيون لو ان لدينا مائة نائب بمثل شجاعة ومبدئية باسم خشان, لحصل عندها حلم كل العراقيين في القضاء على الفساد, ولعاد العراق حرا قويا, ولكن مع الاسف قد تمت محاربته, كيف لا وهو يتكلم دوما بصراحة بعيدا عن نفاق المنافقين, ولا يدخل ضمن التفاهمات السياسية, والتي تحرم اي نقد يوجه للساسة الكبار, مع توفر كهنة المعابد بإعداد كبيرة جدا, لكن هذا النائب كان شجاعا بوجه التحديات, خصوصا ان الطبقة السياسية في العراق لا تسمح للأصوات الحرة ان تعبر عن الحق وتطالب بالعدل.
شاهد الجميع كيف اخترع سياسي قانون ممنوع الكلام! ويرفض ان يسمع صوت نائب معارض الا ان يعتذر!
في الماضي كان حزب البعث يرفض الصوت المعارض, ويسعى دوما لتكميم الافواه المعارضة, ويمنع الراي الاخر, الى ان سيطر على البلاد فتحول من مرحلة تكميم الافواه الى مرحلة التصفية الجسدية, حيث كان يجد العفالقة ان التصفيات الجسدية انفع وانجح لضمان السيطرة وفرض الارادات, هذا النهج البعثي مازال في ذاكرة العراقيين, ونشهد اليوم ذيول البعث وعبدة صدام والجهلة وهم يحاولون العودة من جديد لصدارة المشهد السياسي, عبر الذين غرس في قلوبهم حب "صدام دوحي", فاذا اردت ان تعرفهم فستجد سلوكهم ونفسهم هو بعثي عفلقي مقيت, ويسير بنهجهم من دون اي خجل, بل وصل الامر حتى في ترديد نفس مصطلحات العفالقة بحق من يعارضهم.
قانون ممنوع الكلام خطوة خطيرة جدا تواجه مستقبل العراق, ويجب الوقوف بوجه اصحابها.
نعم كان موقف الجماهير العراقية مشرفا عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك - تويتر - انستغرام) خلال الساعات الماضية, وهي تعري المنحرفين والساعين لإغراق البلد في مستنقع الضياع, والهادفين لإسكات صوت الحق والعدل, وهذا يثبت ان هنالك وعي جماهيري للأغلبية, وهي تفهم اين الحق وتسانده, وقد وصلت رسائل الجماهير العراقية الى ابعد نقطة, لكن مصيبتنا بوجود ساسة رفع عنهم الخجل والحياء, يفعلون القبيح ويفتخرون به.
ننتظر ان يقف الاعلام المرئي والاقلام الصحفية النزيه ضد تكميم الافواه وقانون منع الكلام, ويجب رفع الصوت في الاعلان عن رفض العودة لنهج العفالقة في الحكم.