افتتاحية المشهد العربي:
خليفة بن زايد.. مرارة الفقد
موجات من الحزن أثيرت في كل أرجاء الوطن العربي بعد الإعلان عن وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بعد مسيرة طويلة وحاشدة من العمل والإنجازات من أجل دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية.
وفاة الشيخ خليفة قوبلت بعدد كبير من بيانات النعي والعزاء من قِبل كل دول العالم، لتعكس حجم التقدير الذي يحمله الكثيرون للشيخ خليفة، لحجم عطائه الكبير من أجل كل الدول العربية والإسلامية لترسخ مكانة عظيمة لدولة الإمارات على كل الأصعدة.
شعبيًّا، سادت حالة من الحزن على مستوى الشعوب العربية، أظهرت حجم مرارة الشعور بالفقد حزنًا على رحيل رجل التمكين والإنجازات ورجل الإنسانية، وكذا الأمر على المستوى الرسمي إذ أعلنت الكثير من الدول الحداد على روح الفقيد، ونكّست أعلامها، وأصدرت بيانات مؤثرة لنعي الراحل العزيز.
حالة الحزن سادت في الجنوب عبّرت عنها قيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام، حزنًا على رحيل الشيخ خليفة، كما حرص المجلس على نعي الفقيد بعبارات مؤثرة، ونعاه بمشاعر الأسى للشعب الجنوبي والأمتين العربية والإسلامية.
وكما قال المجلس الانتقالي، فقد خسرت الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، برحيل الشيخ خليفة بن زايد ، قائدًا ورجلًا حكيمًا، ذلك القائد الذي مضى على خطى الخير والبناء التي اختطها والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليجعل من بلده العزيز، النموذج في المنطقة والعالم، في نهوضها وتطورها.
سيظل محفورًا في ذاكرة العرب والمسلمين جميعًا حجم العطاء الكبير الذي رسّخه الشيخ خليفة بن زايد، عطاء لامسه الجنوبيون على مدار الفترات الماضية، من دعم كبير ومواقف أخوية صادقة على كل الأصعدة.
عطاءات الشيخ خليفة جعلت الحزن متشحًا في كل بيت عربي، وهو يودّع قائدًا عظيمًا حكيمًا، قاد الإمارات إلى عنان السماء، فانعكس ذلك لصالح كل الدول العربية التي استفادت جميعها مما حققته الدولة من إنجازات.
هذا الأمر ليس بالغريب، فدولة الإمارات منذ تأسيسها، تبنت منهج العطاء والإنسانية وتقديم الخير للجميع دون مقابل، عبر جهودٍ شهد بخيرها الجميع، وحظيت بتقدير المؤسسات والمنظمات الدولية التي أشادت بحجم هذه الجهود وأهميتها في تخفيف الأعباء عن كاهل الكثيرين.