د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

القتل والقمع الفكري باقيان في الجنوب!!

جدة

كثيرة هي المؤامرات التي يواجهها الجنوب العربي سواء من اخوتنا الشماليين الذين غدروا بنا واستباحوا بلادنا باسم الوحدة ولا زالوا يمارسون ضدنا سلسلة  من الاغتيالات غدرا وحقدا طالت أنبل وأشجع الرجال من خيرة كوادر الجنوب ويتدثرون اليوم بالشرعية في  قلب عدن!!.
وفي الوقت نفسه كثيرة وموجعة طعنات الغدر و الخيانة التي يواجهها الجنوب من أبناءه العاقين الذين كانوا ولا زالوا عونا لاعداءه واستباحوا  ترابه وباعوا كرامتهم مقابل دراهم معدودة أو طمعا في مناصب هزيلة ، كما اصيب  النسيج الجنوبي بالتشتت والتشرذم على أيدي المأزومين والعملاء والخونة من أبناءه حتى أن البعض منهم سخر قلمه لنشر الفرقة والانقسام  ويعتقدون أنهم  يملكون الحصانة  ضد النقد !!
ونقول  لهؤلاء كما قال المرحوم السلطان عوض بن صالح  سلطان العوالق لجلسائه عندما كانوا  ينقلون له بعض الأخبار الكاذبة  ذات يوم  وكانوا يبالغون في الوصف والتهويل فقال لهم وهو يحرك يده تحت دقنه  ويقول : "كلام تشله الريح " !!
ومع انتشار الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية أصبحت الكتابة مهنة من لا مهنة له وقد تسللت اليها بعض الأقلام  مدفوعة الأجر مهمتها توزيع الألقاب الوطنية ومنح صكوك النضال والولاء الوطني  لمن لا يستحق وفي الوقت نفسه تخون وتجرم وتقمع  كل شخص  يخالفها الرأي  أو يتعرض لها بالنقد !!
وفي زماننا هذا كثر الوعاظ والمتزلفون والطبالون الذين يرمون الكلام على عواهنه و يضيفون على  الكلمة عشرة  أمثالها كحاطب الليل ..ويستشيطون غضبا  اذا سمعوا نقدا حتى لو كان من باب النصيحة أو كتب بحسن نية أو بقصد الإصلاح !! 
إذ سرعان ما توحي لهم  خيالاتهم المسكونة بالشك والريبة وسوء الظن   وإن لم تكن الكلمة  مقصودة أصلا  فانهم  ينسجونها من العدم حتى تتناسب مع  شطحاتهم الفكرية وعنترياتهم  وهي كثيرة وتنتشر كالفطر هذه الأيام !!
وهؤلاء القوم يبحثون دوما عن الاثارة  ومستعدون لمحاربة طواحين الهواء تماما مثل دون كيشوت وسيفه الخشبي !!.
وعادة لا يعجبهم العجب ولا يطيقون النقد ولا زالت عقولهم ونفوسهم مسكونة بالقمع ومفتونة  بتجربة  الاشتراكي وطريقته في الحكم  وشعاره الشهير " لا صوت يعلو فوق صوت الحزب " وصدق من قال :
" القط يحب خناقة" !!
واذا سمعوا صوتا غير اصواتهم او تردد صداه يهبون مذعورين  كمن لدغته أفعى وبالمقابل  يفرحون ويطربون اذا سمعوا رجع صدى أصواتهم والويل لمن يخالفهم حيث يشحذوا سكاكينهم وأقلامهم ضد من لا يواليهم !!
انني أشفق على  هؤلاء المسكونين بداء العظمة والكِبر وحب الذات الذين  لا يرون الا ماترى خيالاتهم المريضة ويمارسون القمع الفكري ويحاولون خنق اصوات  الجماهير والأقلام الحرة التي فشلوا في  تطويعها  بشتى أساليب  التضليل  ليلا ونهارا دون جدوى !!
واتحدى أصحاب هذه الأقلام أن  تعترض على بقايا شرعية معاشيق وما تقوم به من : حرب الخدمات في عدن وقطع المرتبات على أبناء الجنوب ورفض انتقال الألوية الشمالية للخروج من حضرموت والمهرة وشبوة وشقرة الى جبهات القتال شمالا وهي النائمة الآمنة  في العسل والدليل أن عصاهم على الجنوب واحدة ولو حتى انقسمت قسمين للتمويه فقط!!
ان التاريخ لا يعيد نفسه مرتين  والعاقل الكيس الفطن هو من اعتبر بغيره وكثيرة هي المأسي التي مرت علينا في حياتنا من تجربة  الحكم الشمولي القمعي البائد وهؤلاء لا زالوا يحاولون إعادته وتدويرنفاياته من جديد وكأن ذاكرتهم ممسوحة  شأنهم شأن الفاشلين والأغبياء الذين لا يستوعبون مادة التاريخ ويرسبون فيها مرارا وتكرارا سواء في المدرسة أو في الحياة لأنهم تعودوا مسح السبورة والذاكرة معا  ؟؟!!
و أخيرا نقول لهؤلاء الذين يريدون احتكار الوطنية ان أرض الجنوب لا زالت ولادة وفيها من الهامات والقامات الوطنية الأصيلة التي اختلطت فيها الأوراق وتعارضت فيها المصالح ويتم اقصائها في هذه المرحلة التعيسة ولكن وان توارت عن الانظار فدورها قادم لا مجال ولا محالة !!
وأقول للمسكونين بعقدة ال " أنا " مهما تطاولتم وحاولتم الانتقاص من  كل مناضل حر شريف فلن تصلوا الى كعب أصغررجل فيهم !!
واعلموا أن  شعب الجنوب قد شب عن الطوق وطحنته التجارب وقست عليه الايام وشرب المر والحنظل ولن يسمح لمثلكم أن تسقوه من نفس الكاس مرتين ، والعبرة  بالنهايات ورغم كل ذلك نقول لكم ان قلوبنا لا زالت مفتوحة وأيادينا ممدودة والوطن الجنوبي ليس حكرا لأحد بل يتسع لكل أبناءه ونقول للذين يشعلون الفتن والفرقة في النسيج الجنوبي ما قال  السلطان عوض لأمثالكم من قبل  " كلام تشله الريح " !!

د. علوي عمر بن فريد