د. سنابرق زاهدي يكتب:
تركيز النظام الإیراني على خصمه الوحيد وبديله القوي
خلال هذه الأيام، وتحديداً خلال الأسبوع الأخیر، تم نشر مئات وربما آلاف المقالات من قبل مختلف المسؤولين للنظام الإیراني ووسائل إعلامه ضد مجاهدي خلق. والسبب في هذا التركيز هو الذكرى الواحد والأربعين الانطلاقة المقاومة الوطنية ضد النظام، والعمليات الصادمة وأنشطة وحدات المقاومة ضد أكثر مراكز النظام حساسية، وآخرها بلدية طهران، التي لا تزال أنظمتها معطلة. وکذلک زیارة مایک بنس نائب الرئیس الأمریکي السابق لأشرف الثالث معقل مجاهدي خلق في ألبانيا ولقائه بالسيدة مريم رجوي ومجاهدي خلق هناک.
تركيز النظام الإیراني على خصمه الوحيد وبديله القوي
من ضمن هذه المواقف والمقالات، فإن مواقف كبار مسؤولي النظام یجلب الانتباه ویحمل مدلولاٍ سیاسیاً محدّداً. والمقصود مواقف علي خامنئي زعیم النظام، وإبراهيم رئيسي رئيس جمهوریة النظام، وإسماعيل خطيب وزير المخابرات، وكاظم غريب أبادي نائب رئیس السلطة القضائیة للشؤون الدولیة.
ففي 27 يوليو، وعند لقائه برئیس السلطة القضائیة ومستشاریه بمناسبة «أسبوع السلطة القضائیة»، أعرب علي خامنئي عن خوفه التام من تصاعد الاضطرابات في المجتمع الإيراني، وطالب بفرض قمع شامل على جمیع وسائل التواصل الاجتماعي والاحتجاجات الشعبیة. وأصدر الأوامر في هذا المجال قائلاً: “إذا لم يكن لديكم قانون، فقوموا بإعداده بسرعة”. (الموقع الرسمي لخامنئي، 28 يوليو 2022).
وقارن خامنئي بین الظروف الراهنة في إیران بأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، عندما وجّهت منظمة مجاهدي خلق ضربات قاسية للنظام داخل البلاد. ولجأ النظام وقتها إلى موجة وحشية من القمع والاعتقالات والتعذيب والإعدام طالت آلاف المعارضين، كان معظمهم أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق. وبلغت عمليات الإعدام وقتل المعارضين ذروتها في صيف عام 1988، عندما أعدم النظام أكثر من ثلاثین ألف سجين سياسي في غضون أسابیع. في ذلك الوقت، كان الرئيس الحالي للنظام، إبراهيم رئيسي، عضوًا في لجنة الموت ولعب دورًا رئيسيًا في إعدام السجناء السياسيين.
تركيز النظام الإیراني على خصمه الوحيد وبديله القوي
وابتدع خامنئي في خطابه هالة من الأمل والسیطرة و”التدخل الإلهي” لإنقاذ نظامه. لکن أبناء الشعب الإیراني یهتفون هذه الأیام في الشوارع في جميع أنحاء إيران ب”الموت لخامنئي” و “الموت لرئيسي” للتعبير عن مشاعرهم الحقيقية.
وكان تركيز خطاب إبراهيم رئیسي في 27 يوليو 2022 أیضاً على مجاهدي خلق، عندما تحدّث في اجتماع أسبوع القضاء، قائلاً: “في هذه السنوات الأربعين، لم تقع أیة حادثة اوفتنة في البلاد إلا ویمکن مشاهدة آثار «النفاق» [مجاهدي خلق] فیها. وبدعم من نظام الهيمنة العالمیة حاول تيار النفاق دائما أن يواصل إفساده، لكنه لم ينجح ولن ينجح”. (وكالة الأنباء الرسمية للسلطة القضائیة «میزان»)
وفي 26 يوليو 2022، وجّه إسماعيل خطيب وزير المخابرات تهديدًا صارخاً وصريحًا لتنفیذ العمليات الإرهابية ضد مجاهدي خلق قائلاً: «الإرهابيون المقیمون في ألبانیا لم ولن يكونوا في مأمن من نار الانتقام و من ثأر إثنا عشر ألف شهيد سقطوا جرّاء جرائمهم. حتی ولو سلّموا أنفسهم كل يوم أكثر فأكثر لقادة الإرهاب الرسمي العالمي وإرهاب الدولة من أمثال ترامب ومایک بنس وبومبيو. في حين أن هؤلاء المجرمين أنفسهم يخافون کلّ یوم أکثر من قصاص قائد الإسلام العظيم، الجنرال قاسم سليماني. إنه سنة إلهيّ بأن المجرمين مثل المنافقين وأسیادهم لن يكونوا في مأمن من العقاب الإلهي». (وكالة أنباء إيسنا، 26 تموز 2022).
وأما كاظم غريب أبادي نائب رئیس السلطة القضائیة للشؤون الدولیة، وفي مقابلة مسهبة مع قناة الخبر في 24 يوليو 2022، تحدث تفصیلیاً ضد مجاهدي خلق، کشف فیه عن مشروع دبلوماسي للنظام ضد المجاهدين، وقال: « منذ عام 2021 بدأنا مشروعاً مشتركاً جيداً جداً. كان هناك الكثير من الضغط على الدول التي تستضيف مجموعات مجاهدي خلق، وليس لنا أي لقاءات مع سفراء الدول الأوروبية أو بعثات الدول الأوروبية لا نتطرّق فیها لموضوع مجاهدي خلق. وسلّطنا الضوء على هذا الموضوع في الاجتماع العام لمجلس حقوق الإنسان وفي اجتماع خاصّ رفيع المستوى لمجلس حقوق الإنسان الذي عقد في آذار والذي حضرتها شخصیاً وخصّصت بین دقیقتین أو ثلاثة من خطابي الذي کانت مدته 6-7 دقائق لموضوع مجاهدي خلق. لقد تحدّثت فیه عن الجرائم التي ارتكبتها هذه الشرذمة الإرهابیة منافقي خلق، وحذّرنا فیه المنظمات الدولية والدول الاوروبية ان تدرك مسؤوليتها وأن لا تدافع عن هؤلاء الارهابيين، بل یجب علی هذه الدول تسلیم هؤولاء حتی نقوم بمحاسبتهم”.
ما سبق غیض من فیض من بحر المواقف والمقالات التي نشرت مؤخراً في وسائل الإعلام المختلفة للنظام ضد المجاهدين والمقاومة الإيرانية. وتؤکّد هذه المواقف أن مشکلة النظام هي حرکة مجاهدي خلق التي یعتبره زعماء النظام تهديدا لکیانهم. إنهم، وقبل الکل خامنئي نفسه، يقدّمون بلغة واضحة عنوان البديل لنظامهم، أي منظمة مجاهدي خلق الإیرانیة.
*رئیس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة