بسام عبدالله يكتب لـ(اليوم الثامن):

الاوضاع السياسية " المحلية والدولية" وانعكاساتها

على المستوى الاقليمي والدولي وعقب اندلاع الحرب في اوكرانيا قد تراجع الاهتمام الدولي بالازمة اليمنية حيث  كان للحرب  الاوكرانية اثراً سلبياً على الازمة في اليمن نتيجة لانشغال المجتمع الدولي بالازمة الاوكرانية على حساب الازمة في اليمن. 
ولرغبة دول الاقليم الخروج من المستنقع اليمني فقد سعت دول التحالف العربي " المملكة السعودية ودولة الامارات" جاهدة الى اعادة ملف الازمة اليمنية الى دائرة الصدارة والاهتمام العالمي مجدداً ،وذلك من خلال معرفتها بحاجة المجتمع الدولي الى الطاقة بعد تضرر الكثير من دول العالم وبالاخص الدول الغربية بوقف امدادات الطاقة الروسية الى الدول الغربية والذي ادى الى حدوث ازمة طاقة في دول الغرب جراء الحرب في اوكرانيا والذي جعلت  قادة الغرب يتوافدون الى المملكة السعودية طلباً في مساعدتها  لزيادة انتاجها من النفط ليكون بديل عن النفط الروسي ولضمان الحفاظ على اسعار الطاقة من الارتفاع نتيجة الحرب ، وقد شكلت زيارة الرئيس الامريكي بايدن الى المملكة السعودية احد المحطات المهمة لمعالجة مشكلة الطاقة لدى الغرب من خلال الاتفاق على زيادة انتاج دول اوبك بلاس، في المقابل تم الاتفاق على تجديد الهدنة في اليمن والتأكيد على  اهتمام المجتمع الدولي والاقليمي لحل الازمة اليمنية سياسياً.
كما ان عودة الاهتمام الامريكي بمنطقة الشرق الاوسط كما صرح الرئيس بايدن نتيجة تخوف امريكا  من تغلغل المحور الصيني الروسي في المنطقة والتي تمثل مصدراً مهما للطاقة قد ساهم في عودة التحركات السياسية الامريكية الغربية الهادفة الى تهدئة الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط لضمان امدادات الطاقة الى دول الغرب وامريكا، حيث تبحث اللجنة الخماسية في سلطنة عمان الحلول السياسية الممكنة لحل الازمة اليمنية سياسياً...
وعلى المستوى المحلي استفادة جماعة الحوثي من الهدنة فقد تم كسر الحصار عنها من خلال فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة واصبحت الجماعة الحوثية  تتسلم ايرادات ميناء الحديدة الهائلة والتي تقدر بمليارات الريالات التي ستذهب لصالح الجماعة الحوثية دون ان تفي باي التزامات مثل صرف رواتب الموظفين وفتح المعابر البرية  بحسب الاتفاق  وغيرها، بل سخرت هذه الموارد في المجهود الحربي، بالاضافة الى منحها الوقت لالتقاط انفاسها وإعادة تنظيم صفوفها وتعويض خسائرها كما واستطاعت الاستفادة من الهدنة في  تعزيز مواقعها العسكرية ومهاجمتها لبعض المواقع  المهمة في محاولة  لإخضاعها والسيطرة عليها مثل منطقة خبزة بمحافظة البيضاء استطاعت جماعة الحوثي الاستفراد بها  والسيطرة عليها اثناء الهدنة، والاستمرار في استفزازاتهم وخروقاتهم للهدنة وعدم الالتزام بشروطها وتنفيذ التزامات الجماعة الحوثية تجاه الهدنة ، و في المقابل اثناء الهدنة تعثر صرف رواتب القوات المسلحة الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي وارتفعت اسعار المواد الغذائية الاساسية وكذلك انهيار العملة المحلية مما ضاعف من معاناة المواطنين في المناطق الجنوبية المحررة والذي لن يكسر إرادة ابناء الجنوب في الانتصار لإرادتهم وسحق كل من يعترض طريقهم في تحقيق هدفهم في استعادة دولتهم ، ان اهم المتطلبات والمهام العاجلة بوجهة نظرنا المتواضعة ان على الجنوبيين في ضوء الاحداث  والتحديات الراهنة اصبح لزاماً وواجباً على كل القوى السياسية التحلي بالمسؤولية التاريخية والاخلاقية الوطنية تجاه القضية الجنوب وتضحيات ابناء الجنوب والعمل بالشكل المطلوب لمواجهة التحديات والاستحقاقات القادمة وذلك بالعمل على إزالة التباينات وبلورة رؤية سياسية موحدة وتقوية الجبهة الداخلية تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي استعداداً للمرحلة القادمة ، ونعتقد من خلال المستجدات السياسية وتشابك الملفات والمصالح انه من الاهمية البحث في امكانية التواصل المباشر بالجانب الامريكي لما للامريكان من تأثير كبير في الملف اليمني وانعاكساته على القضية الجنوبية  ، وكذلك تنشيط العمل وتكثيف العمل السياسي الدبلوماسي في الفترة الراهنة مع الدول الكبرى صاحبة النفوذ والتأثير والمصالح في ملفات المنطقة لاحداث اختراق في مواقفها من اجل تعزيز القضية الجنوبية وضمان عدم وقوفها ضد تطلعات شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولتهم.