د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
يبيعون حلاوة بجدر مزروف (يبيعون الحلاء في قدر مثقوب)
لم يترك ضاربي الأمثال موقفا أو حادثة إلا وضربوا عنهما الأمثال، ويبيعون الحلاوة بجدر مزروف أي (يبيعون الحلاء في قدر مثقوب) مثل شعبي عراقي يتداوله الناس في المتناقضات وحالات الخداع الأحمق من لدن المخادعين الحمقى وما أكثرهم اليوم، ومن فرط فشلهم باتوا يسوقون حماقاتهم وخداعهم بالقوة والإكراه والأمثلة كثيرة جدا.. ومن هذه الأمثلة مثلين إقليميين، وآخرين في نطاق كوكب آخر، والأقليميين هما:
الأول: عصابات السلطة في العراق، فبعد سرقة أموال الشعب وقتل أبنائه وسحق تراثه وتركيع بعضه وتشريد ثلثه وإهانة أحراره وعلمائه، وتسفيه سادته وإعلاء وضعائه تعود نفس تلك العصابات إلى السلطة ودون تغيير جلبابها القذر مُقَبِلةً أقدام الغرب سائرة على هديه وهدي من يسبح في فلكهم، يعودون كلٌ بحسب إستحقاقاته وبنفس الشعارات القديمة حزبين كرديين إنفصاليين يمثلان حسب الادعاء شعبهما في إقليم كردستان العراق كملكية خاصة لهم ولو تُرِك الأمر للشعب لوضعهم في أقفاص مهينة كما وضعوا فيها أبنائه في حقبة التسعينيات من القرن الماضي وجعل لهم محارق لا يخرج منها فأرا واحدا خاصة من بعد ما تبين للشعب أنه مجرد وسيلة لبلوغهم غاياتهم وأن نصيبه من هذا الادعاء الباطل الهم والغم والشعارات والخداع، شعارات كلفت أكراد العراق مزيدا من الدم والتضحيات من جانب الأغلبية ليستمتع ويترفه أبناء الشيوخ والأغاوات، والطرف الآخر الذي يدعي أنه يمثل أبناء الطائفة السنية أصخم وأدل سبيلا فها هم أبناء سنة العراق العراق لا يزالون مشردون ينشدون الأمان في أحلامهم دون جدوى ولازال المدعي أيضا يمتاز على حساب أزماتهم وآلامهم، أما الآخر المجرد من الخجل والحياء المدعي باسم شيعة المتظلل المختبىء بعباءة سامري مرجعية النجف ولا أعرف أي مرجعية في هذه وفيم يرجع إليها العقلاء، لا يزال هذا المدعي يقتل بالشيعة ويسميهم الأراذل والأوباش ويدعي بالوقت ذاته تمثيلهم والنيابة عنهم متسلطا عليهم مستقويا بسيف ملا علي سلطان خراسان.
والثاني: هو ملا رئيسي عامل السلطان ملا علي عندما يتحدث عن داعش المزعومة التي استدعوها في خطابهم الظلامي الأسود ليبرروا بها سوء فعلهم في مجزرة شيراز التي ارتكبوها لتبرير قمع الثورة الإيرانية لاحقا بحجة وجود أيادي خارجية شريرة فشلت في شق صفوف الأمة الموحدة ونسي هؤلاء الحمقى أن هذه الأمة الإيرانية عانت وتعاني منهم الأمرين ويعلم العالم كله أنها تتظاهر ضده ويواجهها في الشوارع بالعنف والدم، فأي أمة يتحدث عنها هؤلاء البُلهاء بعد أن قتلوها وجوعوها واستخفوا بأرواح أبنائها حتى الأطفال منهم ولم يجعلوا حرمة للمساجد ويدعون أنهم إسلاميون، وأي وحدة هذه وهم قائمون على العنصرية عرقيا ودينيا ومذهبيا،بلهاء يحكمون ويبعون حلاءا في قدر مثقوب ليجيبهم شعبهم خسأتم أنفسكم انتم الدواعش، ويتزامن مع استدعاء المنقذ داعس تصريحات بربرية لسلامي جندي ملا علي المخلص الذي لم يستطع حماية تنظيمه وفضائحه.
أما الإثنين اللذين من كوكب آخر فأولهما جنين بلاسخارت ممثلة الأمم الـ...... بالعراق التي صرعتنا بالفساد بالعراق بعد أن حابت الفاسدين وكانت ظهيرا لهم يدافع عنهم وتربت إحدى مراحل الفساد على يديها في العراق ثم انقلبت على الفاسدين فجأة ورغم غنائها الصادح المتكرر في حيها بالأمم المتحدة إلا أن أنها لم تطرب أحدا من وجهاء الحي وانطبق عليها المثل القائل مغنية الحي لا تطرب أو من الممكن أن المسماة بالأمم المتحدة لا تعترف بموظفيها ككيانات وإنما جنود لا كرامة لهم ولا اعتبار لتقاريرهم إن لن تتطابق مع المخططات التي قد لا يعرف بها الجنود والمغنين أمثال بلاسخارت؛ والجميل المضحك في الأمر وشر البلية ما يُضحك أن تعود بلاسخارت بعد غياب وبعد أن قالت لعصابة السلطة الطفيلية بالعراق عليكم أن تتفقوا وإلا ...، تعود وتظهر في الحي مرة أخرى لتقول مبتسمة (تم إنشاء أكبر نظام للفساد في العراق والشعب العراقي لم يعد يثق في السياسيين) وحتى وهي تصفهم بالفساد لم تقل أكبر نظام للفساد في العالم بالعراق متبعة الرحمة معهم، وأن العرقيين لم يعودوا يثقون في السياسيين ونسيت أنها لا تطربهم ولا يثقون بها ولا بحيها أيضا.
وأما ثانيهما فهو: الرئيس بايدن الذي يبيع حلاءا في قدر مثقوب على الشعب الإيراني بقوله في أستعراض انتخابي سنحرر إيران متناسيا أنه غض النظر عن الثورة الإيرانية وأهملها ولم يهمل استمرار العلاقة مع نظام طهران وكانت صفقة الـ 7 مليارات دولار أخر الصفقات المعلنة وما خفي أعظم، والجميل في الأمر أن يرد عليه الملا إبراهيم رئيسي الذي اعترف به الغرب كرئيس لإيران ولم يعترف به الشعب الإيراني، يرد عليه ويجيبه رئيسا قائلا أي تحرير هذا يا سيد بايدن لقد تحررت إيران سنة 1979.!؛ وهذا هو من تحابونه وأسرفتم في محاباته يا سيد بايدن.
يبيعون حلاوة بجدر مزروف(يبيعون حلاءا في قدر مثقوب) ومساكين لم يجدوا من يشتري.
د.محمد الموسوي / كاتب عراقي