د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):

نمرود طهران وزبانيته ؛ أمِنوا العقاب فأساءوا الأدب

قول تاريخي مأثور يُطلق على كل معتدٍ آثم. ظالم. متجبر. لم يجد ولا يوجد من يردعه فيتمادى في إساءة الأدب؛ والحال فيما يتعلق بنظام الملالي الدكتاتوري الحاكم في إيران أنه لم من يردعه فحسب بل وجد من يدعمه ويسانده سرا وعلانية وإن لم يفعل ذلك تغاضى عن أفعاله كمن لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم إلا عندما يخرج شرطيهم عن المرسوم والمتفق عليه وتقتضي الضرورة، لكن العصى التي ستأدب سلطة  ملالي إيران اليوم هي ثورة الشعب التي أصبحت حقيقة تهدد وجود الملالي ومخططات أسيادهم وداعميهم ولن يكون هناك مسيئاً للأدب بعد اليوم وشاء من شاء وأبى من أبى ستنتصر ثورة الشعب الإيراني وهاهي متقدة على وتيرة واحدة وبثبات منقطع النظير، وبات نصرها قاب قوسين أو أدنى وكل أمور الثورة الوطنية الإيرانية الجارية في مسارها الصحيح.

يتساقط الثوار الإيرانيون نساءا ورجالا شيبا وشبابا وشبيبة وأطفالا الواحد تلو الآخر من أجل إدامة ثورتهم، ولا تزال مواقف الغرب إسمية تذر الرماد بالعيون بين منددة ومترددة وملوحة من بعيد بالوعيد والرعيد عل مركز الشرطة البلطجي التابع لهم والذي أحلوه محل الشاه المخلوع بعد سرقة الثورة المظفرة ثورة عام 19797 والممتدة الى اليوم لتحقيق أهدافها، وقد تجسد الإحتيال الغربي على الشعب بدكتاتور جديد ساحر بعمامته وسلطانا جلادا في حقيقته ودواخله، وهو ما يدفعنا للإستنتاج اليوم بأن الغرب لا يريد في حقيقة نجاحا للثورة الإيرانية بما لمسناه ولمسه العالم من حولنا، فأبسط الحقوق الذي يجب أن يعترف بها الغرب المتصدي لقيم الحريات وحقوق الإنسان وصاحب التشريعات الواجبة التنفيذ على الجميع أي كانت؛ أبسط هذه الحقوق هي أن يعترف الغرب بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه ضد آلة البطش الدموية الجبارة التي يمارسها من خلال أجهزة قمعية متعددة ومحترفة كقطعان البسيج وألوية الدراجات النارية، والعناصر الأمنية ذات الزي المدني التي تبطش بالشعب بالشوارع وتتحرك كالأشباح وتخطف الفتيات والنساء والشباب والطلاب من الشوارع وكافة أماكن التواجد كسياسة جديدة للنظام يتبعها من أجل ترويع عامة الشعب من مجهول خفي يترصدهم ويتربص بهم لإفنائهم، هذا بالإضافة إلى قوات الشرطة الإجرامية، وقوات المخابرات الوحشية، وقوات النخبة في حرس خامنئي المُسمى بالباطل بـ الحرس الثوري، والجيش.، ولا يزال هذا النظام الدموي يزج بالمزيد من وحوشه إلى الشوارع لسفك دماء الأبرياء والإعتداء على الأعراض ومن أمثلة ذلك إغتصاب طفلة في جابهار بمحافظة سيستان وبلوجستان على أفراد سلطة النظام التي بصدد إيقاع عقوبة الإعدام بحق شابة بلوشية ثائرة لأنها أثارت قضية الطفلة المُغتصبة وطالبت بتحقيق جاد ونزيه بشأنها، أما ما وقع في يوم الجمعة 4 نوفمبر2022 كان أكثر إمعانا في التبجح ليس بإساءة الأدب فحسب بل بالإجرام عندما هاجمت قوات الحرس المصلين في مدينة خاش ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 20 شخصا من المواطنين البلوش كما أعدم جلادو خامنئي يوم الأحد 6 نوفمبر 2022 ثلاثة سجناء بلوش هم ”نعمت الله براهويي“ و”أمان الله عالي زهي“ و”عزيز نارويي“ شنقا في سجن زاهدان، وفي فجر يوم الأحد عندما استدعت قوات الحرس نعمت الله براهويي لإعدامه قاومهم فضربته عناصر الحرس بأداة صلبة على رقبته فأردته قتيلا ثم قامت بشنق جثته الهامدة، هذا بالإضافة قيام جلادي سلطة نظام ولي فقيه الملالي القضائية بإعدام إثنين من السجناء السياسيين البلوش وهما ”راشد بلوش“ و”إسحاق أسكاني“ شنقا في سجن زاهدان المركزي وذلك يوم الثلاثاء 8 نوفمبر عشية يوم إحياء ذكرى الأربعين لشهداء زاهدان.(بحسب بيان صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 9 نوفمبر 2022)، وتأتي كل إجراءات السفاحين هذه تخوفا من توسع وتأجج الإنتفاضة، كما يأتي إعدام هذين السجينين السياسيين في ظل ظروف القمع الوحشية الدامية للثورة الإيرانية تأكيدا على أن سلطة الملالي أَمِنت العقاب فعليا فأساءت الأدب.

 

المتتبع الدقيق لمسيرة نظام سلطة الملالي في إيران يجدهم على الدوام مجموعة من الأشقياء تسلطوا على مصير دولة تاريخية بموارد دخل وطنية ومقدرات اقتصادية عالية لم يوجهونها نحو التنمية وخدمة ما يُفترض به أن يكون شعبهم لا بل سخروها في تصدير الثورة والتخطيط لإجتياح منطقة الخليج والشرق الأوسط من خلال العراق ما دفعهم إلى الشروع بحرب باطلة ضد العراق راح ضحيتها ملايين الضحايا من البلدين من شهداء وأرامل ومعوقين وأيتام، واستمر على نهجه العدائي حتى اليوم محتلا لأربعة دول عربية بمباركة غربية وانصياع دولي، ومهدداً لأمن محيطه والعالم.

 يذكرنا هذا النظام بقصة النمرود ومُلكه وإتباعه للشيطان واستبداده وطغيانه إذ قال أنا أحيي وأميت، أما خامنئي فيقول أنه خليفة الله وعليه فليفعل ما يشاء، ولربما يكون مصيره كمصير النمرود إذ مات بالضرب المهين على وجهه أجلكم الله بالنعال (الحذاء)، وتكون عمائم وأمعاء زبانيته وجنوده حبالا لمشانقهم جميعا! 

لكل بداية نهاية، وأفعال البشر بالدنيا دينٌ يُرد إليهم طال الأمد أو قصر.

وإن غدا لناظره قريب

د.محمد الموسوي / كاتب عراقي