د. صبري عفيف يكتب لـ(اليوم الثامن):
"الإمارات العربية المتحدة".. هوية تأريخية ضاربة في الجذور ونهضة اقتصادية وعليمة تسابق الزمن
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الـ2 من ديسمبر/2022م، وبيوم الشهيد الـ30 من نوفمبر، وهي مناسبات وطنية تتزامن مع احتفالات شعب الجنوب العربي بالذكرى الـ55 للاستقلال الوطني، وقيام الدولة الوطنية التي قضت عليها مشاريع اليمننة الدخيلة، التي أضاعت دولة وطنية، شعر العرب والجيران "حاجتهم إليها"، حين تكالبت عليهم المشاريع العدائية والتدخلات السافرة في الشأن الخليجي والعربي.
إن احتفال دولة الإمارات العربية بالعيد الوطني – 2 ديسمبر 1971 – 2022م، يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه الدولة الفتية في مصاف الدولة عالميا في كافة المجالات بل انها انفردت بالدولة الأكثر استقراراً على مستوى العالم، بل وهي الدولة الاستثناء، وباتت اليوم تقود مبادرات السلام في المعمورة لإنهاء الصراعات والاقتتال، ويعول عليها في معالجة الكثير من الازمات التي تضرب المنطقة والعالم، وما تدخلها في اليمن والجنوب، الا تأكيدا على الدور المحوري الذي لعبه أولاد الزعيم العربي الخالد زايد بن سلطان – رحمه الله – ولا يزالوا في مختلف الأقطار العربية والعالم والمتمثل في جعل السلام السبيل الوحيد للخروج من الازمات، ومساعدة الشعوب التي تعاني من الفقر والمجاعة وانشاء مشاريع استراتيجية مستدامة تجعل الكثير من الدول والأقليات تعتمد على هذه المشاريع العملاقة في الحصول على حياة كريمة.
ان البحث في التأريخ والأرث الضارب في الجذور لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقية يتطلب منها الكثير من الوقت والجهد والبحث للغوص في تأريخ عريق وأثر تأريخي وهوية وطنية ضاربة في أعماق التأريخ، في حين ان النظر الى المستقبل الذي أصبح مقترنا بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ولعلي هنا اقتبس بما نشر عن "الدعوة الإسلامية في المنطقة بعد فتح مكة في عام 630م، عندما أرسل النبي محمد (صلىّ الله عليه وسلم) أصحابه لدعوة ملوك ورؤساء القبائل إلى اعتناق الدين الإسلامي.
ووصل الصحابي عمرو بن العاص إلى منطقة عُمان وصحار ليبلغ الدعوة إلى ملوك عُمان، بينما تولى العلاء بن الحضرمي زيارة البحرين، ونقل رسالة الدعوة الجديدة. وقد أسلم أهل المنطقة ولبوا الدعوة إلى الإسلام بشكل طوعي.
وبعد وفاة النبي (صلىّ الله عليه وسلم) عام 632م، شهدت المنطقة، صراعاً ضد المرتدين عن الإسلام، أو ما يُطلق عليه اسم حروب الردّة. استمرت هذه الحروب لمدة عام تقريباً، وانتصرت فيها الجيوش الإسلامية، وتحديداً في منطقة دبا-الفجيرة حيث هُزم زعيم المرتدين وذلك في 633م.
وازدهرت الحضارة الإسلامية بشكل بارز في منطقة الجزيرة العربية والأقاليم المجاورة خلال الخلافة الأموية من 661 م إلى 750م، والخلافة العباسية (750م -1258م).
كما برزت أيضاً أهمية التجارة البحرية بين منطقة الخليج والمناطق الأخرى الواقعة في جنوب شرق آسيا وسواحل أفريقيا الغربية، وراجت أيضاً صناعة السفن لأهميتها في الملاحة البحرية في ذلك الحين.
وتم الكشف في الجميرا- دبي عن آثار قديمة، وبقايا معالم تاريخية لمدن إسلامية وعملات نقدية. كما ذُكرت مدينة جلفار، (أي رأس الخيمة حديثاً) في الوثائق التي تكشف عن التعاملات التجارية بين تجار مدينة البندقية في إيطاليا، ومجتمعات منطقة الساحل الخليجي.
ومن المعالم الإسلامية القديمة المعروفة في المنطقة، مسجد البدية في إمارة الفجيرة، والذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي، ويعتبر من أقدم المساجد في دولة الإمارات، وتعتزم أبوظبي ترشيحه للانضمام إلى قائمة مواقع التراث العالمي الذي تديره لجنة التراث العالمي-اليونسكو.
اما اليوم فالإمارات أصبحت مثلا عربيا فريداً، في السباق الزمن نحو المستقبل، ولعل ما يمكن الإشارة اليه هنا، هو المشروع الذي أطلقته دولة الإمارات العربية المتحدة الاستكشاف الفضاء، حيث دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " رحمه الله"، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل". لتكون الدولة بذلك الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.
الرحمة والخلود لشهداء الجنوب العربي والإمارات الذين امتزجت دمائهم الزكية في معركة الدفاع عن المشروع العربي القومي في محاربة الإرهاب واجتثاثه وقطع دابر التدخلات الخارجية.