علي ناصر محمد يكتب:
في الذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال اليمن الجنوبي.. اما آن الأوان لوقف الحرب؟
يسعدني أن أهنئ شعبنا العظيم بالذكرى الخامسة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني وقيام الدولة في الجنوب في 30 نوفمبر 1967م.
وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة نتوجه بالتحية لشعبنا صانع هذا الانتصار الكبير على قوات الاحتلال البريطاني، والذي جاء بعد سلسلة من الانتفاضات الشعبية التي توّجت بقيام ثورة 14 أكتوبر المسلحة عام 1963م وأدت الى تحقيق الاستقلال غير المشروط وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعلم واحد وجيش واحد ونشيد وطني واحد وكانت بحق دولة قوية ومهابة في المنطقة، فلم تُفرط بسيادتها الوطنية وقرارها الوطني رغم الضغوطات والمؤامرات والحروب التي مرّت بها في الماضي والحاضر، وذلك بسبب موقفها من قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وبسبب موقعها الاستراتيجي في باب المندب والبحر الأحمر والقرن الافريقي والمحيط الهندي وجزيرة العرب.
كما استطاعت الدولة في الجنوب رغم إمكانياتها المحدودة تحقيق الكثير من الإنجازات على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والعسكرية والأمنية وفي مقدمة هذه الإنجازات التطبيب والتعليم المجانيين.. وباعتراف اليونسكو كان نظام التعليم في الجنوب الأفضل في المنطقة حيث أن نسبة الأمية وصلت الى 2 بالمئة فقط عام 1985، وفي مجال الصحة كان الجنوب خالٍ من الأمراض السارية والمعدية.
شهدت اليمن الديمقراطية الشعبية استقراراً وثباتا في عملة الدينار من عام 1967 وحتى عام 1990 واستقراراً في دفع مرتبات موظفي الدولة ومؤسساتها في اليوم الأول من كل شهر، واستقراراً في الاسعار وتوحيدها على مستوى البلاد من عدن وحتى المهرة.. كما شهدت استقراراً في الأمن وإنهاءً لأعمال الثأر بعد إعلان الرئيس قحطان الشعبي صلحاً عامّاً بين القبائل لمدة عام واحد، فتوقفت أعمال الثأر بعدها حتى عام 1990.
ومع كل هذه الانجازات التي أشرنا اليها فيجب أن نعترف بأن التجربة لم تخلوا من السلبيات والأخطاء التي مرّينا بها والتي من الممكن أن تحدث لأي تجربة إنسانية في المنطقة والعالم.
ويحزُّ في نفوسنا أن تأتي هذه المناسبة في ظل استمرار الحرب منذ عام 2015 وحتى اليوم.. وستدخل الحرب عامها التاسع بعد أشهر قليلة وهي أطول حرب أهلية واقليمية شهدها اليمن في تاريخه، ولا يزال شعبنا وحده من يدفع ثمن هذه الصراعات والحروب الإقليمية والدولية التي مزّقت اليمن شمالها وجنوبها، وقوّضت الدولة، فأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش وأكثر من حرب وأكثر من بنك مركزي وأكثر من سعر صرف للعملة.
ونحن نناشد القوى الوطنية اليمنية والمواطنين في الداخل والخارج الحريصين على أمن اليمن واستقراره وسيادته الوطنية وقراره الوطني أن يسعوا مع كافة القوى الإقليمية والدولية بوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن والمنطقة لإن في استقرار اليمن استقرار للمنطقة والعالم.
ولا يستفيد من استمرار هذه الحرب إلا تجار الموت والحروب في اليمن وخارجها.
مرة أخرى أجمل التهاني لشعبنا البطل صانع الثلاثين من نوفمبر في ذكراها الخامسة والخمسين.
التحية والمجد لشهداء الثورة الأبرار وفي مقدمتهم أول شهيد للثورة راجح بن غالب لبوزة، وأول رئيس للجمهورية المناضل قحطان الشعبي، ولمناضليها الذين لازالوا على العهد وعلى قيد الحياة.
وكل عام وشعبنا الأبيّ العظيم بألف خير