مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):

نصران باهران للشعب والمقاومة الايرانية

لاريب من إن النظام الايراني ينتابه شعور عارم بالمرارة ويجتاحه سخط وغضب کبير من جراء توجيه صفعتين دوليتين موجعتين له خلال فترة قصيرة نسبيا وعلى الصفعة بصمة وتوقيع المقاومة الايرانية، ذلك إن هذا النظام ومنذ عام 1981، يسعى بکل الطرق والوسائل والسبل ليس الى عزل وإقصاء المقاومة الايرانية وقوتها الطليعية الاولى منظمة مجاهدي خلق فقط بل وحتى إبادتها ومحوها من الوجود، حيث إن هذا النظام قد أدرك بأن الخط والمسار الفکري ـ السياسي الذي تٶمن به المقاومة الايرانية وتسير في ضيائه إنما هو خط ومسار يتناقض تماما مع خطه ومساره ولاسيما وإن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة وفصل الدين عن الدولة من أهم معالم الخط والمسار الفکري للمقاومة الايرانية وهذه المعالم يرفضه النظام جملة وتفصيلا.

قرار تعليق الافراج عن الارهابي أسدي الصادر من قبل المحکمة الدستورية البلجيکية والذي ليبعث اليأس والتشاٶم في نفوس قادة النظام الايراني الذين کانوا يتصورون بأنهم قد حسموا الامر وسيعيدون هذا الارهابي الى طهران وبذلك سيسدلون ستارا على المخطط الارهابي له، لکن المساعي الحثيثة والمستمرة للمعارضة الإيرانية، وبشکل خاص بعد تقديمها طلب للمحکمة الدستورية البلجيکية الى جانب شخصيات حقوقية دولية بالطعن بقرار الافراج عن ذلك الارهابي، فإن المحکمة کما يبدو تفهمت وتقبلت المبررات القانونية المشروعة التي قدمتها ولذلك فإنها قد أخذت به.

ومن جدير بالذكر أن قرار طرد النظام الايراني من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، والذي صدر خلال مايقارب الاسبوع من صدور قرار المحکمة الدستورية البلجيکية، فقد جاء بمثابة صفعة دولية قاسية أخرى للنظام مع إن ألمها کان کبيرا بالنسبة لقادة النظام لکونهم يعلمون جيدا بأن المعارضة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي هي من قادت وتقود قضية الدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها بأخيها الرجل وهي من حملت وتحمل على عاتقها بصورة خاصة مهمة فضح وکشف جرائم وإنتهاکات النظام فيما يتعلق بالنساء، ومن دون شك فإن معظم الاوساط والمحافل الدولية الحقوقية والسياسية تعلم جيدا بأن لدور ونشاط السيدة رجوي تأثير فعال وکبير في إصدار قرار طرد النظام.

توقيت صدور القرارين في خضم مشارفة الانتفاضة على دخولها شهرها الرابع وخصوصا قرار طرد النظام من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، تطورين مهمين يٶکدان بأن المقاومة الايرانية تسعى بکل ما بوسعها من أجل توفير کل الاجواء المناسبة من أجل التعجيل والاسراع بإسقاط النظام، ومن دون أدنى شك فإن أکثر ما يٶلم النظام ويصيبه بالاحباط هو إن هذان القراران بمثابة نصرين باهرين للشعب والمقاومة الايرانية وهما يٶکدان على صواب الطريق الذي يمضيان فيه قدما من أجل بناء إيران جديدة.

*عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية