د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):

فلول الشاه وابنه حلفاءا للملالي ورثة أبيه في النهج والمنهج

في عمل توجه أشبه بالعمل المسرحي الهزيل الخاوي المحتوى والمعنى، فقيرة في أعذارها ومبرراتها مفضوحة، وفي  رسالتها يتوكأ الغرب على طغاة بائسين في مسرحية سنسميها بـ (الساحر.. والأعمى والضرير) تلك التي إحترقت أوراقها قبل أول عرض لها...

هناك مثلاً شعبياً عراقياً يطابقه تماما مثلاً إيرانياً .. يقول المثل العراقي (أعمى يقود ضريرا) والضرير هنا أيضا يعني أعمى بحالةٍ أخف، أما المثل الإيراني فيقول ما معناه (أعمى يتلمس بعصاه يقود أعمىً آخر)، وعندما قرأت هذا المثل الإيراني في متن قراءة سياسية رصينة للدكتور بهروز بويان إنتابتني موجة من الضحك الهستيري ذلك لتطابق المثل مع واقع حال الملالي وابن الشاه وزبانيته وأصحاب سياسة المهادنة والإسترضاء الذين يسعون إلى نفخ الحياة في جسد من مات، وجسد من هو محتضرٌ الآن يصارع الموت ولسان حاله يقول (جاك الموت يا تارك الصلاة) ممنياً النفس بميتةً كريمةً، وصراحة له الحق في مراودة نفسه على ميتة كريمة فما يمر به من رعب لا يمكن أن يتصوره بشر ذلك بما فعلت يداه وحاله كحال فرعون لما أصابه الغرق، وهنا تذكرت على الفور أيضا المثل العراقي القائل (أعمى يقود ضريرا).

أثبتت الأيام والتجارب صحة ما كانت تحذر منه المقاومة الإيرانية وبات حقيقة ماثلة أمام الشعب الإيراني بكافة مكوناته وأمام كافة دول العالم خاصة الدول الإقليمية التي أكتوت مرارا بنيران الملالي وخداعهم وإرهابهم وإجرامهم وخياناتهم وأخر الأحداث كان تعديهم على سفارة جمهورية آذربايجان في طهران وتبرير ذلك على نحو مشين في واقعة أقل ما يمكن وصفها بالإرهابية المشينة حيث كانت بصمات الحرس فيها واضحة جلية، وماذا يتوقع الآذريون بعد دعم الملالي لأرمينيا ضدهم، وكذلك ماذا يتوقعون من عصابة حكم الملالي التي لا تخجل من قتل النساء والأطفال بغير الحق وتدعي أنها تمثل خلافة الله على الأرض وتخرج كليا عن شرع الله القادر العزيز، لقد مثل الملالي الخروج كل الخروج عن الدين والقيم والقوانين والأعراف الدولية ومن الواجب على المجتمع الدولي الحر (الحر) أن يقر بأنه تعامل طيلة 43 سنة سوداوية كان مع عصابة إرهابية أهلكت الحرث والنسل في إيران والدول المجاورة كما لها بصمات مماثلة في باقي دول العالم وأنه أي المجتمع الدولي تستر على جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ولازال يفعل ذلك مهادنةً واسترضاءاً لنظام الملالي الإرهابي عندما رفض الإتحاد الأوروبي تصنيف ما يسمى بـ الحرس الثوري ككيان إرهابي على قائمة الإتحاد الأوروبي، ولا يكتفي الإتحاد الأوروبي بدعم نظام الملالي وحمايته بهذه النمطية السياسية التي يتبعها فحسب بل بات يدعم ويروج لـ ابن الشاه المخلوع في نفس الوقت، وهنا يبدو الغرب كمن يرعى الوهم في حالة صحو، ولو أنهم فعلوا ذلك في نشوة الثمالى لكان خيرا لهم.

  من يعرف حقبة الشاه لا يتمناها لعدوه، ومن عرف وعايش حقبة ملالي الشوم أشفق على إبليس، وحسد الشعب الإيراني على صبره وتحمله، وكثيرين في إيران وشعوب دول المنطقة خُدِعُوا بملالي الجهل والرذيلة والظلام ولم يكتشفوهم حقيقتهم جيدا إلا بعد فوات الأوان، وأفاق بعضهم خاصة من كانوا من المطبلين للملالي بعد عقود من الزمن والدمار والهلاك، واليوم أفاق حتى أقرب المقربين من الملالي وانفضوا من حولهم فلم تعد جرائمهم خافية على أحد ولم تعد حيلهم ومكائدهم تنطلي على أحد ولم يعد لخطاب الدين والعنصرية والطائفية تأثيرا داخل المجتمع وكُشِفت أقنعتهم أمام أسرهم وعوائلهم والمنتفعين منهم، ويسعى الكثيرين منهم اليوم إلى البحث عن ملاذ آمن لهم بعيدا عنهم.

وبحسب المثل العراقي (أعمى يقود ضريرا) أو المثل الإيراني القائل ما معناه (أعمى يتلمس بعصاه يقود أعمىً آخر) فإن الأعمى هنا هو ابن الشاه والضرير هنا هو نظام الملالي يحاول كلً منهما أن يتوكأ على الآخر بغية الوصول إلى أهدافهما والمضي قدما في النهج والمنهج الذي تعهدا به كنمط حكم مفروض على الشعب الإيراني، وهنا لا لوم على كلً من الأعمى والضرير إن انتهجا نهجهما أملاً في أخر فرصة للبقاء، وهذا مبرراً لهما فيما يسعيان إليه رغم إن كل منهما لا يأمن جانب الآخر، لكن ما يفعله الغرب (الساحر) مع الطرفين (الأعمى والضرير) يجلب له العار لأنهما وجهان لعملة واحدة، ولا مبرر له فما يفعله أشبه بمن يحاول أن يحيي الموتى أو من نسى أن كلا الأعمي والضرير يُساقان الآن إلى حتفهما في بحر الشعب الثائر المنتفض، وهنا الأولى على الغرب هو حفظ ماء الوجه وإحترام ما أقره من قيم وتشريعات وقوانين حتى ولو كانت مجرد شعارات، ولا داعي لسلك طريق الإنتحار هذا الذي يسلكه الإتحاد الأوروبي فهذه ليست بالطريقة المُثلى للإنتحار لهكذا نوع من الإنتحار.

سيُسقط الشعب الإيراني جميع الأقنعة المتبقية عما قريب، وسيمحو من على وجه الأرض دكتاتوريتي الشاه وفلوله وولاية الفقيه وذيولها، وتنتهي مسرحية (الساحر.. والأعمى والضرير) وإن موعدهم الصبح ..أليس الصبح بقريب.

د.محمد الموسوي / كاتب عراقي