لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):

الجنوب وسعادة سفير المشاريع المنقوصة :"لن ندفع ثمن الحرب والسلام"

عتق

استبشر الجنوبيون واليمنيون خيراً، بوقف العمليات العسكرية، لاعتقادهم ان ذلك قد يعجل بنهاية المعاناة جراء الحرب التي افتعلها الحوثيون والاخوان والقبائل اليمنية التي ارادت سلب الرئيس عبدربه منصور هادي سلطته، وهم الذين جاؤوا به (عصبة) ان ينقذهم من فوضى الاقتتال داخل احياء العاصمة اليمنية صنعاء.
أراد هادي ان يخرج اليمنيين من صراع تفجير المساجد وقصف المساكن، الى الأمن والاستقرار، ولأن اليمني بطبعه العدائي تجاه الأخر، لم يسلم الرئيس القادم من ريف الجنوب، من مخططات تصفيته في احداث مجمع العرضي الشهيرة.
القبائل اليمنية لا تريد الاستقرار لليمن والجنوب، فهي التي سبق لها وشنت حربا عدوانية على الجنوب العربي، وكفر زعماء القبائل ورجال الدين، شعب عربي مسلم، بغية الاستحواذ على خيرات الجنوب.
كان ساسة القبائل اليمنية الزيدية هم الأشد عدوانية ليست تجاه الجنوب ولكن تجاه مناطق كتهامة وتعز، والأخير، جعلوا منها نقطة انطلاق صوب الجنوب وعدن تهديداً.
فما ان يتم الكشف عن نتائج تفجير الا وتظهر الأدوات اليمنية الزيدية هي الفاعل الرئيس فيها، وكل ما حصلت من احداث في عدن، اعادت إلى الاذهان تلك الاحداث والانقلابات التي تمت على قحطان الشعبي وسالم ربيع علي.
ونحن في خضم حراك سياسي وكثرة الحديث عن قرب ابرام صفقة سلام بين المملكة العربية السعودية وجيرانها، شاهدنا موجة العنف تعود مجددا صوب الجنوب، وكأن تلك الهجمات كفيلة بتحقيق شروط الحوثي بالحصول على جزء من موارد ثروات الجنوب، تدفع كمرتبات لمن يرسل مفخخاته وطائراته المسيرة صوب أهلنا في الجنوب العربي.
هل يعقل ان هذا الحراك السياسي والدبلوماسي، لتحقيق صفقة سلام هشة، على الجنوب ان يدفع ثمنها وهو صاحب الانتصار الوحيد في معركة عاصفة الحزم، هل يعقل هذا يا سعادة السفير؟.
إن فشل جبهات القتال في مواجهة الحوثيين من قبل جيش مأرب وتعز وميدي الجرار، ليست مشكلة جنوبية، لم يمنع الجنوب أحد من قتال الحوثي، بل على العكس تماما كان المجلس الانتقالي الجنوبي قد قدم الكثير من التنازلات بهدف توحيد الجهود لقتال الحوثيين، فما الذي حصل لا شيء، مزيد من الحروب صوب الجنوب، حتى الهدنة لم تطبق في الجنوب، واستمر الحوثي بأرسال مفخخاته صوب بلادنا ومنشئات الجنوب النفطية.
هل حقق التحالف أهدافه.. نعم حققها، لكن ما الذي يريد تصويره من قبل بعض التيارات السعودية بان هناك رغبة سعودية بتحرير المحرر وتسليم المحتل للحوثي بطريقة رسمية.
نحن هنا نسأل سعادة السفير على اعتبار انه صاحب الاشراف الرئيس على الملف الجنوبي.. ما الذي تريده (بلادك) من الجنوب؟.
نحن نعرف ان هناك اياد خبيثة لعبت دورا خبيثا في احداث شبوة 2019م، ودفعت شبوة وأبين وعدن ثمنا باهضا لمحاولة تطبيق مشروع التقاسم بين ان يذهب اليمن الشمالي للحوثيين والجنوب للإخوان.
ولأن تلك الاحداث قد أكدت للقاصي والداني ان الحرب كل الحرب في الجنوب هدفها طرد الاحتلال وإقامة دولة الجنوب العربي، بعيدا عن أي مطامع خارجية.
نعود ونكرر السؤال ما الذي يراد للجنوب، او ما الذي يريده هؤلاء من الجنوب، مسألة دفع ثمن أي صفقة سلام، هذه مسألة مرفوضة، ومن أراد اخذ تجربة فليتفضل الطريق امامه، الجنوب ليس لقمة سائغة، ولكن يسمح أحد ان ندفع ثمن الحرب والسلام، لن نقبل، وعليهم ان يستوعبوا ذلك.