لحمر بن لسود يكتب لـ(اليوم الثامن):

إلى الإخوانية توكل كرمان.. هل حققت لك قطر دولة مدنية في اليمن؟

من شقتها الفاخرة في مدينة إسطنبول التركية، كتبت القيادية الإخوانية توكل كرمان، ساخرة من المجلس الانتقالي الجنوبي ومن الجنوبيين، بدعوى انهم لا يستطيعون إقامة دولتهم الوطنية؟.


كتبت كرمان، ورمت بالحملة على السعودية التي قالت انها لن تسمح بإقامة دولة جنوبية، وهذا تطور لافت، فاليمنيون الذين كانوا يرفعون شعار الوحدة أو الموت أصبحوا يستجدون السعودية لمنع إقامة دولة جنوبية.


السعودية التي قالت توكل كرمان ذات يوم "ان المتغطي بها عريان"، فكيف اليوم تراهن على السعودية بانها قد تمنع الجنوبيين او تعرقل قيام دولة الجنوب العربي".
سيعلن الجنوبيون دولتهم على كامل ترابها الوطني وقريباً، وقد شرعوا منذ سنوات في وضع مداميك صلبة لهذه القضية التي قدم من أجلها تضحيات كبيرة وجسيمة.


ويمكن اليوم ان تسأل توكل كرمان نفسها اليوم، أين هي اليوم وأين هم ثوار الـ11 من فبراير/ شباط 2011م، الثورة التي أطاحت بالنظام اليمني وسلمت صنعاء على طبق من ذهب لطهران دون أي مقابل.
هل تجرؤ توكل كرمان ان تسأل نفسه أين هم شهداء الثورة الشبابية، أين هم شهداء جمعة الكرامة؟، هل حققت "الدولة المدنية التي كانت تنشدها"؟.


لم تحقق أي شيء على الاطلاق، لا دولة مدنية ولا دولة نظام قمعي، بل اليمن تحول الى أجزاء تتقاسمه الميليشيات الحوثية والاخوانية، واليمنيون في موجة نزوح صوب الجنوب الذي تسخر منه توكل كرمان، يا للعجب.


إذا لم يستطع الجنوبيون بناء دولة ذات سيادة – كما تقولين – لماذا يهرب اليمنيون الشماليون صوب الجنوب في ظل اللادولة، مقومات الدولة موجودة، والجيش موجود، وما تحقق في ثماني سنوات، ليس قليلاً، ونحن نواجه اقطاب إقليمية ودولية عديدة بما فيها الدولة التي تمولك ودفعتك لاسقاط اليمن في حضن الحوثي.


تذكري يا سيدة توكل كرمان إن من اسقط صنعاء لمصلحة طهران، هي أنتِ، لأنه في الوقت الذي كان الجيش يقاتل التمرد في صنعاء، كانت الأموال القطرية تصل تباعا الى حسابك البنكي لاستقبال الحوثيين، ويتذكر اليمنيون جيدا هتافات "حيا بهم حيا بهم".. اين اليمن وأين انت؟.


اما الجنوب العربي ففيه رجاله الاوفياء، ويكفي انهم صنعوا من لا شيء لا إمكانيات مقومات دولة باتت الحضن الدافئ لليمنيين الهاربين من بطش اصدقائك الحوثيين الموالين لإيران.


يكفي القول ان دولة الجنوب حق مكتسب للجنوبيين وهم احرار في اختيار التوقيت لاعلان قيام دولتهم، وقتها عليك مخاطبة قطر  لاستقبال المسؤولين اليمنيين الذين فشلوا في فتح معبر بتعز على الرغم ان بيدهم كل شيء "رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس الحكومة، رئيس البرلمان، محافظ البنك المركزي"، كل هؤلاء من تعز، ومع ذلك لم يفتحوا معبرا وحيدا في المدينة التي تقولون انها محاصرة من أصدقاء الاخوان في صنعاء وصعدة.
- مقالة خاصة بـ"صحيفة اليوم الثامن"