صالح علي باراس يكتب:
لقاءات الرياض
طالما محاولات إعادة ترميم الشرعية اليمنية التي تم انتاجها منذ انقلاب الحوثي لم تستطع ان تكسره لا عسكريا ولا سياسيا ولا انسانيا فان المسؤولية توجب على التحالف البحث عن مسببات النجاح جنوبا والفشل شمالا وان لا يُفرض -باسم التسوية - على الجنوب خيارات الانقلاب وخيارات فشل شرعية طيلة قرابة عقد من الحرب في تحرير الشمال او الضغط العسكري فيه ليذعن الانقلاب
ان نجاح الحوثي ليس لانه الاقوى بل لانه المشروع التاريخي الذي صاغ وعي الهضبة وحكم مؤسساتها السياسية!! ونجاحه في فشل مكونات "خلطة الحكم" التي صِيغت لتحكم صنعاء بعد فشل حرب الملكيين/ الجمهوريين في اواخر القرن الماضيي واستبعدت فئة من الملكيين واستبعدت منهج التغيير الجمهوري وعملت "خلطة حكم" من عسكريين وحركيين وقبليين عصبويبن لايختلفون مع الحوثي الا في امتيازات الحكم ، وزينوا خلطتهم بخطاب وطني كتوابل لقبولها
جاء الانقلاب والحلقة الضعيفة هي الوطن مهما زينوا نكهته بتوابل احزاب وصحف وخطابات وطنية فهي اما عناوين او صنائع لتلك "الخلطة" التي يتم ترقيعها بعد كل عقد حتى وصلت مرحلة من الخواء فما استوعبت مايجري في الجنوب بعد حرب 94 ولا ما يجري في صعدة ودماج وصراع السلفية الزيدية وظلت تتوهم ان تدوير الارهاب في الجنوب واسلوب قمع مظلوميات المناطق الوسطى الذي انتهجته في الحرب الباردة كفيل بتكراره لترميم هشاشتها وظلت تعتقد بنجاح "اللعب على رؤوس الثعابين " التي خدمت الانقلاب حين اراد منها عفاش ترميم "خلطته للحكم" وهو يسلم الجيش والحرس والامن القومي وكل مؤسسات السلطة للحوثي
جاءت الحرب لتكشف ضحالة تلك "الخلطة" وانها لم تؤسس لا جيش وطني ولا امن وطني بل لا حكم وطني فانحازت كل مؤسساتها للانقلاب لانه الاقرب لوعيها التاريخي وهذا اهم مصدر قوة الانقلاب وديمومته يقابله ان خلطة الشرعية جمعها التحالف من تلك الخلطة الفاشلة وسماها الشرعية ففشلت وافشلت الحرب في الشمال
لا يعني النجاح في الجنوب انه نجاح الشرعية فالتقييم بهكذا تسطيح افلاس سياسي واستراتيجي بل هناك سبب اساسي جعل الجنوب يهزم الحوثي ، يقابل السبب الاساسي لنجاحه في الشمال هذا السبب ان القضية الجنوبية هي التي هزمته ولن ينكر احد دعم التحالف لكن لو انه الدعم فقط كان سببا لهزيمته في الجنوب فان دعم التحالف للشمال كان اكثر ومع ذلك ماحصدت حرب التحالف فيه الا الفشل
أن لقاءات الرياض للشرعية اليمنية او حتى اتفاقاته لها او لترميمها لن تكون متغيرا فاعلا ولا عصا سحرية للقضايا التي أكثر تعقيدا من تفاهمات أو اتفاقات بين إيران والمملكة ، فملف الإرهاب لن يتأثر بالاتفاق وتدويره وحربه في الجنوب ومحاربته من الجنوبيين والحوثي قويا على الارض شمالا بدعم الحاضنة المجتمعية سيرفض أو ستوعز له إيران ان يرفض أو ستوعز له أي جهة دولية غير راضية عن اتفاق بكين، وأعتقد أن موقفه سيظل امتدادا للاءات السابقة وتتبرأ منها ايران
في ظل هذه التعقيدات تشكّلت على الارض خارطة حل من شمال متحوث وجنوب رافض اليمننة فهما الحلان الوحيدان اما ترقيع خلطة الحكم التي انتجتها اتفاقية انهاء حرب الحرب بين الملكيين والجمهويين في القرن الماضي فقد صارت في متحف التاريخ بل دُفنت مع عفاش
قضية الجنوب موجودة قبل انقلاب الحوثي مثلما كان الحوثي موجودا قبل الانقلاب وقضية الجنوب ليست جراء خلاف وتباين بين دولتي التحالف كما يصوّرها بعض اعلام الجوار المسيس والخروج عن ثنائية شمال مع الحوثي وجنوب مع الجنوبيين لن يحل تعقيدات الحالة اليمنية بل سيزيدها تعقيدا خاصة وان الحوثي خرج الاقوى من كل فرقاء الشمال!!؟
*3 ابريل2023م*