د. حنان عبداللطيف تكتب لـ(اليوم الثامن):

العالم الحر ينهض مع مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية

بغداد

(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم.. على الرغم من الأحداث الأمنية الحرجة التي تعيشها العاصمة الفرنسية باريس هذه الأيام، والضغوط التي مارسها نظام الملالي على الدولة الفرنسية لمنع انعقاد المؤتمر السنوي العام للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وتنظيم التظاهرات المصاحبة له إلا أن مشيئة الله كانت وباءت كل مساعيه الماكرة بالفشل عندما حصل المجاهدون في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على حكم من محكمة باريس المستعجلة يمنحهم حق التظاهر في باريس فكانت التظاهرات الضخمة التي شارك فيها سياسيون غربيون. 

ولا شك أن للقضاء الفرنسي خاصة والأوروبي بشكل عام تجاربه مع مصداقية وشرعية المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق رسخت لديه فهما عميقا لما يقوم به نظام الملالي ضد معارضيه مستعيناً بحلفائه هنا وهناك، وبالتالي فإن حكم القضاء الفرنسي لصالح المقاومة الإيرانية لم يأتي من فراغ بل أساسٌ قانوني يستند إلى دستور البلاد، ويرتكز أيضاً إلى جذور وتجارب عديدة وقيم حضارية.

 وجاءتنا دعوة الأخوة المجاهدين في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لنا نحن أبناء الدول المتضررة من نظام الملالي لتكون لنا كلمة ورأي، ولبى جميع الأحرار الدعوة، ولبينا في مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان دعوتهم وشاركناهم مؤتمرهم السنوي الذي كان استثنائياً ومميزاً بكل ما تعنيه الكلمة، إذ حضره شخصيات سياسية بارزة من دولٍ غربية وإسلامية وعربية وحدت خطاباتها معلنة دعم ومساندة انتفاضة الشعب الإيراني ومنظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وخطة السيدة مريم رجوي خطة المواد العشر، كما اكّدوا على ضرورة زوال نظام الملالي الذي أصبح  يشّكل خطراً على الأمن والسلم الدوليين وعلى شعبه وشعوب المنطقة، فيما أكّدت السيدة مريم رجوي أن مهمة إسقاط نظام الملالي مسؤولية تقع على عاتق القوى الثورية التي تناضل من إيران ولن تعتمد المقاومة الإيرانية على أية قوى خارجية فهم قادرون على ذلك، كما حذّرت من محاولات استرضاء نظام الملالي ومهادنته والرضوخ لسياسة الابتزاز وخطف الرهائن والتهديد باستهداف مصالح الدول التي تنتقد سلوكه الارهابي ذلك لأنهم مهما تساهلوا معه فإنه ماضٍ في سلوكه الإجرامي الذي لن يغيّره.

وكان لنا الشرف بتمثيل طيفٍ كبير من المعارضة العراقية الوطنية التي تناهض احتلال الملالي للعراق وحكوماته الولائية وميليشياته الإجرامية، وأعلنا من خلال كلمتنا أننا نقف مع المقاومة الإيرانية في خندق واحد ومع انتفاضة الشعب الإيراني المباركة وندعم جهود المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيسته السيدة مريم رجوي، مؤمنين بأن هذا النظام الإرهابي لن يسقط إلا بتوحّد جهود جميع القوى الثورية الشعبية في إيران والدول العربية التي تقبع اليوم تحت سلطات احتلال الملالي.

لقد كانت مشاركة الشباب الإيراني الكبيرة ملفتة للانظار وملهمة للجميع إذ نقلت صورة للعالم أن بلدهم إيران لازال في قلوبهم وعقولهم وانهم يواصلون النضال ويحملون رسالة آبائهم حتى إسقاط نظام الملالي وتأسيس جمهورية إيران الديمقراطية التي ستقوم على اسس العدل والمساواة وعلاقات حسن الجوار.

 من جهة أخرى أعطى الحضور الكبير للجماهير الإيرانية القادمة من كل دول العالم للمشاركة في تظاهرات باريس زخماً لفعاليات وأعمال المؤتمر الذي استمر أربعة أيام متواصلة عمل فيها القائمون عليه خالص جهودهم لإخراجه بهذا التنظيم الرائع والناجح والملفت لأنظار العالم مما جعل وكالات الأنباء والقنوات الاعلامية تكتب عنه على مدار ايام انعقاده.

همم عالية ودقة وتنظيم وإدارة ودبلوماسية تنم عن قدرات مؤسساتية جبارة وفهم واحتراف سياسي رفيع المستوى..؛ بارك الله جهودهم، وسدّد على طريق الحق خطاهم، ونصرنا ونصرهم على نظام الملالي.

د.حنان عبداللطيف / رئيسة مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان