عبدالله بن فهد يكتب لـ(اليوم الثامن):

يوم الجلاء: تاريخ يُخلّد وذكرى تتجدد

في الثلاثين من نوفمبر، نستحضر ذكرى حدث تاريخي مهم، وهي الذكرى السادس والخمسين ليوم الجلاء الذي شكل نهاية لفصل من الصراع ضد الاستعمار، عدن كانت شاهدة على ثورة الاستقلال التي لا تُنسى، حيث اختتمت برحيل آخر جندي بريطاني، تحقيقًا للحلم الذي كافحت الأجيال المتعاقبة من أجله، وهو قيام دولة مستقلة بسيادتها.

 

تبرز ثورة الجنوب بروح الوحدة والتضحية، حيث اندمجت الشعوب والقوى الوطنية لمواجهة الاستعمار البريطاني. في ذلك اليوم التاريخي، امتزجت المشاعر الوطنية بقلوب الملايين، مظهرة إرادة قوية لتحقيق الحرية والاستقلال.

 

صدى الهتافات الوطنية ارتفع في الشوارع، وارتفعت الأعلام عالياً في سماء عدن، تعبيرًا عن فرحة الشعب بتحقيق الهدف النهائي. وبينما انسابت دماء الشهداء في أرض الحرية، بقيت تلك اللحظة خالدة في تاريخ الوطن، تذكيرًا بقوة الإرادة والثبات أمام التحديات الكبرى.

 

ثورة عدن كانت رمزًا للتلاحم الوطني والقوة الشعبية، حيث اندمجت الطبقات المختلفة في المجتمع لتشكل جبهة واحدة ضد الاحتلال. وفي النهاية، تحقق حلم الجلاء، ما جعل هذا اليوم يحتفل به سنوياً بفخر واعتزاز.

 

في هذا اليوم المميّز، نتذكر أيضًا أن الثورات لا تقتصر على الفترة التي تندلع فيها، بل تمتد آثارها لتشكل روحاً تاريخية تستمر للأجيال. الأعياد والمناسبات الوطنية فرصة لاستحضار تلك اللحظات البطولية وتجديد العهد بالحفاظ على قيم الثورة.

 

مع مرور السنوات، قد تتلاشى العاطفة تجاه هذه الذكريات، ولكن يجب علينا الحرص على إعادة إحيائها بكل امتنان. التاريخ يشهد لنا بقيمة تلك الحرية، حيث لا تأتي إلا بثمن باهظ. دفع الأهالي والأجيال السابقة ثمنًا غاليًا، فسالت دماؤهم كنقود الفداء لنحظى بتلك الحقوق والحريات. لننعم بسلام اليوم، يجب أن نتذكر التضحيات التي أدت إلى هذا النصر، ونقدّرها بشكل يومي