رولا القط تكتب لـ(اليوم الثامن):
حقائق عن فيلق القدس.. الاحتلال الخفي للعراق
في اجتماع سري للمجلس الأعلى للأمن التابع للنظام، عقد في 22 كانون الأول/ديسمبر 2002، بحضور خامنئي وخاتمي، لمناقشة الوضع في العراق، خلص إلى أن “غزوا أميركيا محتملا للعراق سيغرق المنطقة في الفوضى لفترة من الوقت ويشكل مخاطر هائلة على جمهورية إيران الإسلامية، وأن المخرج الوحيد منها هو كسب اليد العليا للحكومة العراقية المستقبلية من خلال المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وفيلق بدر”. ووافق الاجتماع على الميزانية المطلوبة لفيلق القدس البالغة “26,020,000 دولار لمدة عام واحد” لإعادة بناء وتعزيز فيلق بدر 9 العراقي.
بعد هذا القرار، أعلن فيلق القدس أنه سيتم إلغاء طلبات إعفاء أعضاء فيلق بدر لمدة عامين (في ذلك الوقت كان بعض السجناء العراقيين الذين تم تجنيدهم في الحرس الثوري الإيراني يطالبون بإعفائهم من التجنيد ليتابعوا حياتهم العادية لكن النظام الإيراني رفض طلباتهم) وأصبح تجنيد قوات جديدة لفيلق بدر من خلال إنشاء نوى في المساجد أولوية لقادة بدر.
ووفقا لوثيقة تم الحصول عليها من المجلس الأعلى للأمن التابع للنظام، في اجتماع المجلس الأعلى للأمن الذي عقد في بيت خامنئي في 9 سبتمبر 2012، تمت مراجعة الوضع في العراق وخلص إلى أن “غزو التحالف للعراق مؤكد وأن نتيجة هذا الهجوم ستؤدي إلى وجود أمريكي طويل الأمد في العراق، لذلك من الضروري اتباع سياسة نشطة لمعالجة مخاطر إيران القريبة والبعيدة. وكطريقة للعمل، تم تقديم واعتماد “ديبلوماسي الخفي مع المعارضة العراقية”. لذلك، فإن الطريقة الأقوى في القضية العراقية التي يمكن أن تؤمن مصالح إيران خلال الغزو المحتمل والمستقبل السياسي للعراق هي العلاقة المستمرة مع المعارضة العراقية، والوجود القوي وعدم الاستقرار المستمر في العراق، وذلك بهدف طرد المحتلين وإقامة دولة دينية”.
وفي أعقاب هذا الاستنتاج، وافق المجلس الأعلى للأمن التابع للنظام على أن "فيلق القدس"هو المنفذ والقائم باعتماد خطوط جمهورية العراق الإسلامية، وأن أنشطة "الحرس" الإيراني في العراق تعتبر ضمن سياسات النظام الأساسية.
ومنذ ذلك الحين، يتم تنفيذ جميع الأنشطة السياسية الإرهابية للنظام في العراق من قبل فيلق القدس التابع للحرس تحت أغطية مختلفة.
في الدورة الاستثنائية الـ 37 لمجلس الأمن الأعلى للنظام التي عقدت في 22 مارس 2003 بحضور خامنئي لدراسة التطورات في العراق، شدد قادة النظام في الاجتماع على ضرورة الاستفادة القصوى من الظروف المتاحة لمهاجمة المعارضة الإيرانية وتدميرها داخل العراق. وإلا فإن عواقب الحرب الحالية ستكون أكثر خطورة على النظام”. تمت تكملة النقاش حول كيفية مهاجمة المعارضة الإيرانية في الاجتماعات التالية للمجلس الأعلى للأمن في 29 مارس و5 أبريل ، وتركت مسؤولية تنفيذ هذه الخطة لوزارة المخابرات وفيلق القدس الإرهابي. يمنح المجلس الأعلى للأمن وزير المخابرات الملا يونسي والعميد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، جميع الصلاحيات اللازمة لإلحاق أقصى قدر من الضرر بالمعارضة الإيرانية. وأكد الاجتماع أنه نظرا لوجود القوات الأمريكية في المنطقة، يجب تنفيذ هذه الهجمات باسم القوات العراقية والكردية قدر الإمكان.
بناء على قرارات المجلس الأعلى لأمن نظام الملالي، برئاسة خاتمي وخامنئي الولي الفقيه، خلال النصف الأول من أبريل 2003، دخلت مجموعات جديدة من الحرس وعناصر المخابرات ومرتزقة نظام الملالي لمهاجمة مواقع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وقبل بضعة أسابيع، كان خامنئي، قد شدد في اجتماع لقادة الحرس، على ضرورة الاستعداد للتدخل في العراق ومهاجمة المعارضة. وكان عناصر النظام يترددون إلى العراق بتصاريح صادرة عن وزارة المخابرات أو مقر رمضان التابع لفيلق القدس أو هيئة أركان مقر نصر الإرهابي.
أولى وحدات مشاة فيلق القدس إلى العراق
مع بدء الحرب في أواخر الشتاء، تكثفت الاستعدادات للقوات والمعدات والتجهيزات، وأعد فيلق القدس الوحدات التالية للتسلل إلى العراق، بعد عقد اجتماعات قليلة مع العملاء التابعين له، وإرسالها تدريجيا إلى العراق قبل سقوط الحكومة العراقية السابقة في مارس:
الوحدة 60044، لتستقر في كركوك، أربيل، السليمانية، الموصل تحت قيادة محمد مهدي البياتي.
وحدة مقرها محافظة ديالى تحت قيادة أبو ذر خالصي واسمها الأصلي علي حمود السعدي
وحدة، مقرها في السماوة. قائد المنطقة هو أبو أحمد الرميثي. وهو كان في إيران قائد ثكنة حزب الله التدريبي في ورامين وعمل كقائد لفرقة امام علي في بيستون في كرمانشاه لمدة معينة.
ووحدة آخرى تتخذ من محافظة البصرة مقرا لها، ويقودها أبو أحمد راشد. وكان سابقا قائد فرقة حيدر كرار في دزفول. وكان أحد قادة خامنئي الموثوق بهم.
الوحدة التي كانت في النجف، كان يقودها الحاج أبو علي النجفي. وكان سابقا قائد اللوجستيات لفيلق 9بدر في كرمانشاه.
وحدة مقرها محافظة الناصرية تحت قيادة أبو نور الحسيني. كان سابقا في قسم استخبارات محور الجنوب في فيلق 9بدر.
الوحدة، المتمركزة في محافظة الكوت، يقودها حسين محبوبة الهادي المعروف باسم أبو علي الواسطي.
الوحدة 63,000، ومقرها في محافظة العمارة، بقيادة أبو ماجد البصري
الوحدة 63600، المتمركزة في الحلة (بابل)، تحت قيادة فاضل الياسري جبر. وكان سابقا مسؤول تدريب 9 بدر في مضيق كنشت في كرمانشاه.
الوحدة 64,700، ومقرها كربلاء تحت قيادة إسماعيل نجار خليل.
الوحدة 64,600، ومقرها بغداد، كان يقودها أبو مصطفى الشيباني. وبسبب حجم بغداد وعدم القدرة على السيطرة عليها بقيادة واحدة، قسمت منظمة بدر المدينة إلى خمسة محاور.
استورد النظام 1500 من أفراد الحرس الإيراني المسلحين بمدرعات BMP1 إلى الأراضي العراقية ونشرهم لمهاجمة مواقع المعارضة الإيرانية في طرق مندلي الثلاثة في ديالى بالعراق.
وبعد بضعة أيام، دخل العراق 2000 من مرتزقة الحرس وفيلق 9بدر وعملاء مخابرات نظام الملالي من منطقة تنكاب الحدودية.
ووفقا لتقرير أرسله الحرس إلى مكتب خامنئي، فإن أكثر من14000 من الحرس ومرتزقة نظام الملالي، الذين يخضعون لقيادة الحرس دخلوا الأراضي العراقية في الأسبوع الأول من الأزمة. تم إدخال نصفهم من الحدود الجنوبية والنصف الآخر من الحدود الشمالية.