نظام مير محمدي يكتب لـ(اليوم الثامن):

مخاوف ممثل خامنئي: الانتفاضة الشعبية تثير الرعب أكثر من الحروب الخارجية

تصريحات محمد عبادي زاده، ممثل علي خامنئي وإمام جمعة بندر عباس، في خطبة يوم الجمعة الموافق 11 أكتوبر، تعكس بوضوح الخوف العميق لدى النظام الإيراني من الانتفاضة الشعبية. هذه التصريحات، التي جاءت في سياق مليء بالتهديدات والتحذيرات، تشير بوضوح إلى أن القلق الرئيسي للنظام ليس من الهجمات العسكرية الخارجية، بل من الاحتجاجات الداخلية والحرب النفسية التي قد تؤدي إلى زعزعة هذا النظام من الداخل.
وفي جزء من خطبته، أكد عبادي زاده أن نظام الجمهورية الإسلامية يشعر بالخوف أكثر من الحرب النفسية والانتفاضة الداخلية أكثر من أي هجمات خارجية. وقال: “نحن أكثر قلقًا من أن يستغل العدو الحرب النفسية ويجر البلاد نحو الفوضى والشغب”. هذا التصريح يوضح أن الأزمة الحقيقية التي تواجه النظام تنبع من الداخل وليس من الخارج.
اعترافات عبادي زاده الضمنية تمثل انعكاسًا لمخاوف النظام من الغضب الشعبي والسخط الذي تراكم على مدى سنوات من الضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. الشعب الإيراني، الذي يعاني منذ سنوات من سياسات القمع والفساد الممنهج، يبحث عن فرصة للانتفاض والثورة. في الوقت الذي يحاول النظام توجيه الأنظار نحو الأعداء الخارجيين والإرهاب لتغطية هذه الأزمات، تكشف تصريحات عبادي زاده أن التهديد الأكبر يأتي من الداخل.
كما أشار عبادي زاده إلى المشكلات المنتشرة في البلاد، مثل نقص المياه والزلازل والكوارث الطبيعية، وبدا وكأنه يحاول التقليل من شأن هذه المشكلات وتحويل الانتباه عن القضايا الأكثر أهمية. لكن الحقيقة هي أن المشكلات الاقتصادية والبيئية في إيران هي نتيجة مباشرة للسياسات الخاطئة وسوء الإدارة الذي استمر لعقود تحت هذا النظام. في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من نقص الموارد المائية وغيرها من الأزمات، يحاول النظام استخدام دعاية الحروب الخارجية لتغطية هذه المشكلات.
نقطة أخرى في تصريحات عبادي زاده كانت الإشارة إلى بعض الدول التي تدعي دعم جبهة المقاومة، لكنها في الواقع تعتبر أعداء خفيين لإيران. وأوضح أن بعض هذه الدول، بما في ذلك بعض الحكومات الإقليمية، تدعي في العلن العداء لإسرائيل، ولكنها في الخفاء تتعاون معها. يبدو أن هذه الادعاءات تأتي في إطار السياسة المعتادة للنظام الإيراني في خلق أعداء خارجيين لتوجيه الأنظار بعيدًا عن القضايا الداخلية.
وفي النهاية، تصريحات إمام جمعة بندر عباس توضح أن القلق الرئيسي للنظام الإيراني ليس من الحرب الخارجية، بل من الأزمات الداخلية وسخط الشعب والانتفاضات المحتملة. على مدى سنوات، حاول النظام الإيراني خلق تهديدات خارجية وبث الخوف من الأعداء لتشتيت الانتباه عن المطالب الحقيقية للشعب. ولكن يبدو أن النظام لم يعد قادرًا على إخفاء خوفه الحقيقي من الثورة الداخلية التي قد تطيح به.