عفراء الحريري تكتب:

منظمات المجتمع المدني في الجنوب: حين تشتكي النساء الإقصاء من نساء أخريات

عدن

كثيرة هي المشاهد والمواقف التي وشمت ذاكرتي منذ بداية تعليمي للقراءة، القراءة التي كانت تتصدرها كتب المرأة هي البطلة والنجمة فيها بدون منازع، حتى وهي تشكو الإقصاء والتهميش، فهي هنا بطلة لأنها تصدرت ذلك الكتاب أو المقال أو الخبر.

بداية حرت كثيرا ماذا أكتب؟ لأني سأمت الكتابة عن النساء بفخر و زهو وهي تعاني من جلد الذات، ولا أريد أن أتحدث عنها بعلو و كبرياء وهي تتأزم بإحساس الإقصاء والتهميش أو أكون كأولئك اللذين يتحدثون عنها باحترام مبالغ فيه أمام عدسات الكاميرات وينصبون أنفسهم مدافعين عنها، فإذا إجتمعوا بها فرضوا عليها الأوامر، و سيروها باللوائح الداخلية لتغرق في مستنقعات الشتات، و يتمعنوا في هدر كرماتها بمسميات شتى.

إن أقسى مايؤلمني في مساحة هذا البلد المزعم تسميته ب(الجنوب) الممتد من جزيرة سقطرى" إن مازالت مملوكة لنا إلى باب المندب الذي بتقسيم إداري من نظام عفاش صار ملك لجزء الشمال"، تأتي من تجردك من إتجاه مساحة جغرافية أضحت هوية يمارس تحت ظلها، التضليل والقمع والترهيب والتخوين والتشريد ...وكلُّ صنوف السلوك غير الإنسانية، ثم يتم الإدعاء بالعكس، إن الأولى همشت وأقصت الأخرى (وفي الحالتين المدعية والمدعى عليها يُزعم بأنهن جنوبيات). هنا يتجلى الإبداع الذي يتميز به أهل الجنوب على بعضهن وبعضهم البعض( رجال ونساء) بمناطقية عنصرية ليست مقيتة فحسب، بل مميتة أيضًا؛ فالبعض لايكتفي بالكلام وإنما يتجاوزه إلى أفعال العنف بجميع أشكاله بدون رادع أو مساءلة، كأن تجتمع بعض النساء كممثلات عن منظمات المجتمع المدني ليشكن الاقصاء والتهميش من حضور فعالية القمة النسوية التي قد حضرنها مترأسات اللقاء(اللقاء التشاوري لمنظمات المجتمعالمدني- عدن) لمرة و البعض منهن مرتين والبعض منهن أكثر وبالمقابل من غير المعقول بأن يستمر حضورهن على نحو دائم والجنوب يمتلأ بالنساء، مثلما هي قاعات إنعقاد القمم النسوية تمتلأ بالنساء الجنوبيات من أقصاه إلى أقصاه وحفنة من نساء الشمال اللواتي في المناطق المحررة( ومن ذا الذي لايعرف التعقيدات والقيود والمنع في المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الحوثي)، كما وأن منسقة القمة من الجنوب.


لنخجل كثيرًا وكثيرًا جدًا من أنفسنا ونحن نرتكب الحماقة تلو الحماقة بهذا القول:" إقصاء وتهميش نساء الجنوب"، من هن ياترى هؤلاء نساء الجنوب؟ هل هناك تعريف لهن أو ملامح معينة أو قامة أو لون بشرة أو عرق أو....ماذا؟ فحتى أن خضعت لفحص ال" DNA" لوجدت نفسي وغيري من الجنوب اصلا وجذور أكثر من أي واحدة أخرى تجردني وتجرد غيري منه و أكثر واقدم نضالًا وتضحية؛ إن حالة إنفصام الشخصية والأزدواجية التي يعاني منها الكثير بما فيهم القادة،( علم دولة" ج.ي.د.ش" تم دمجها مع دولة أخرى "ج.ع.ي"، وثائق هوية لدولة تسمى اليمن، خطابات تتحدث عن جنوب عربي....، إلخ)هذه الحالة لابد أن تتم معالجتها على عجاله، فلم يُعد الأمر يجدي نفعًا و لا ثراء، فكلُّ مافي هذه الأرض كان مع الجنوبيين فماذا فعلتم وكيف تصرفتم وماالذي حققتموه؟ "صارت حضرموت تريد أقليمًا ومثلها المهرة" والأسوء أنه مازال مع الجنوب وفي أيد جنوبية وهو يشكو الإقصاء والتهميش، من فعالية تقيمها نساء تحليل جيناتهن جنوبي 100%، إلاّ إذا كان في الأمر إنّ لرجل ما.