مهدي عقبائي يكتب لـ(اليوم الثامن):

مزاعم تجنيد إرهابيين في جامعة المصطفى في برلين تثير مخاوف أمنية

يخضع الفرع الألماني لجامعة المصطفى الدولية الإيرانية للتدقيق من قبل أجهزة الأمن، وسط مخاوف من أن المؤسسة قد تعمل كمنصة تجنيد للإرهاب. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن صحيفة بيلد، يُشتبه في أن الجامعة تساعد فيلق القدس، وهي وحدة من الحرس الثوري الإيراني، في تجنيد عملاء للاستخبارات والأنشطة المسلحة في ألمانيا.


لقد راقب المكتب الفيدرالي الألماني لحماية الدستور (BfV) الوضع عن كثب. وأشار توماس هالدنوانج، رئيس المكتب الفيدرالي الألماني لحماية الدستور، إلى أن المتطرفين استخدموا التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط لزيادة جهود الدعاية والتعبئة. وقال هالدنوانج: "يتم مراقبة الأنشطة المحتملة لمحور الإرهاب الإيراني في ألمانيا عن كثب".


استشهد تقرير بيلد بوثائق وزارة الخزانة الأمريكية، والتي تزعم أن جامعة المصطفى الدولية، التي لها فروع في جميع أنحاء العالم، تعمل كواجهة لأنشطة تجنيد فيلق القدس، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية وتجنيد الميليشيات الأجنبية. يُعرف فيلق القدس، الذي صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية في عام 2019، بدعم العمليات المسلحة خارج إيران.


في برلين، جمعت وكالات الاستخبارات قائمة تضم ما يقرب من 700 فرد مرتبطين بجامعة المصطفى يشتبه في ارتباطهم بالتجسس أو دعم الإرهاب. يبحث مكتب حماية الدستور بنشاط عن أعضاء وحدة سرية تابعة للحرس الثوري الإيراني يُعتقد أنها تعمل في ألمانيا، مما يثير المزيد من المخاوف بشأن الأمن القومي.


تأتي الشكوك المحيطة بجامعة المصطفى بعد الحظر الأخير على المنظمات التابعة لإيران في ألمانيا، بما في ذلك المركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) والأكاديمية الإسلامية في ألمانيا (IAD)، والتي يُزعم أيضًا أن لها صلات بأنشطة متطرفة.


إن تشديد السلطات الألمانية رقابة جامعة المصطفى في برلين يشكل جزءاً من جهد أوسع نطاقاً لقمع المؤسسات المرتبطة بإيران والتي يشتبه في تسهيلها للتجسس والأنشطة المتطرفة. وفي وقت سابق من هذا العام، أمرت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فايزر بفرض حظر على مستوى البلاد على المركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) والمنظمات الفرعية التابعة له، مشيرة إلى دعمها لحزب الله والترويج لأيديولوجيات متطرفة ومعادية للدستور.

 وأكدت فايزر أن الحظر يهدف إلى الحد من الأنشطة التي تهدد القيم الديمقراطية في ألمانيا، مشيرة إلى أن "المركز الإسلامي في هامبورغ يروج لأيديولوجية إسلامية متطرفة وشمولية. وهذا الحظر يوقف أنشطتهم". وقد تم دعم القرار من خلال تحقيقات شاملة، بما في ذلك مداهمات لـ 53 عقاراً في ولايات فيدرالية متعددة، والتي كشفت عن روابط واسعة النطاق مع شبكات متطرفة.