أفراح رضوان تكتب لـ(اليوم الثامن):
نور الأمل.. حكايات مشرقة من مركز ومدرسة بن جريبة لتنمية المهارات
في قلب مركز ومدرسة بن جريبة لتنمية المهارات، تُنسَج قصص مفعمة بالأمل والتحدي، حيث يتحول التعليم إلى رحلة إنسانية ملهمة. هنا، لا تُصقل فقط المهارات، بل تُكتشف الإمكانيات الكامنة، وتُضاء شموع المستقبل بأيدي أطفال يروون حكاياتهم بكل إصرار وثقة. طلاب المركز ليسوا مجرد متعلمين؛ إنهم نجوم تُضيء الطريق وتُلهم الجميع بمعاني الصبر وقوة الإرادة.
منذ افتتاح المركز قبل عامين، شكّل النجاح ملامح مسيرة استثنائية، تُوجت بالحصول على ترخيص رسمي من وزارة التربية والتعليم لافتتاح مدرسة متخصصة للأطفال المصابين بالتوحد. جاءت هذه الخطوة استجابة لاحتياج حقيقي لتوفير بيئة تعليمية تحتضن هؤلاء الأطفال بعيدًا عن التنمر، وتهيئ لهم فرصة للنمو الأكاديمي والاجتماعي ضمن أجواء تحترم احتياجاتهم الخاصة.
اليوم، أصبحت مدرسة بن جريبة نموذجًا رائدًا يجمع بين التعليم الأكاديمي والتأهيل المهني، حيث تتلألأ أركانها بالطموح والإيجابية، مشكّلة علامة فارقة في مسيرة دعم وتمكين الأطفال المصابين بالتوحد.
بين زوايا المركز، تتجسد قصص النجاح اليومية، حيث يخطو الأطفال خطوات تتجاوز كل الحدود.
محسن بسام، الطفل الذي بدأ رحلته خجولاً وبالكاد يستطيع التعبير عن نفسه، أصبح اليوم نموذجًا يُحتذى به في الثقة بالنفس. لم يكتفِ بمحاكاة الآخرين، بل بات خطيبًا بارعًا، حافظًا لسور القرآن الكريم، يلقي كلماته بإيمان ورزانة. مشهد محسن وهو يعتلي المنبر بابتسامة مشرقة يُلخّص قوة الإرادة والإصرار.
أما طالب علي، فقد حول شغفه بالإنشاد إلى رسالة تُلهم الجميع. بصوته العذب، يخطف الأنظار وهو يتلو آيات القرآن في احتفالات المركز، محققًا توازنًا بين موهبته وحضوره الأكاديمي، ليصبح مصدر فخر لأسرته ولكل من يعرفه.
رغم التحديات المادية والاجتماعية التي تواجه المركز، إلا أن العمل بروح الفريق والدعم العائلي صنع فارقًا كبيرًا. الطلاب يتقدمون بثبات، يكتشفون مواهب جديدة ويطورون مهاراتهم الاجتماعية، مما يجعل كل إنجاز صغيرًا خطوة كبيرة نحو مستقبل أفضل.
لا يمكن لهذه النجاحات أن ترى النور دون جهود المخلصين. شكرًا من القلب لرجل الخير الأستاذ علي طالب بن جريبة، الذي حمل على عاتقه تحقيق هذا الحلم. والشكر موصول لفريق العمل المتميز الذي يكرس جهوده في خدمة الأطفال، وللأهالي الذين كانوا دائمًا شركاء في هذه الرحلة.
أطفال التوحد ليسوا مجرد فئة تحتاج إلى الدعم، بل هم طاقات تستحق الاستثمار. لنكن جزءًا من هذه المهمة الإنسانية، ولنساهم معًا في صنع غدٍ مشرق لهؤلاء الأطفال.
"معًا، نبني جسر الأمل ونرسم ملامح النجاح."