ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):
قافلة الصمود المغاربية لنصرة غزة.... والامن المصري المزعوم!
قافلة الصمود المغاربية لنصرة غزة وان جاءت متأخرة, الا انها بتحركها هذا تسعى الى رفع الحصار عن غزة, ووقف عملية الابادة التي يقوم بها العدو الصهيوني, مسنودا من امريكا وبعض الدول الغربية, على مدى عشرون شهرا متواصلة اسفرت حتى الان عن مقتل اكثر من خمسين الف مدني, ناهيك عن اعداد الجرحى والتدمير التام للبنى التحتية واصبح معظم سكان القطاع بلا مأوى. بالعالم الغربي الذي توجد به نوعا من حرية التعبير والتظاهر ,شهدت غالبية الميادين والساحات بالمدن الكبرى الغربية تظاهرات غاضبة ضد الابادة ,كما شاهدنا نوابا غربيون يفضحون سياسة بلدانهم بشان تقديم الاسلحة الى الكيان لاستخدامها ضد العزّل من القطاع.
بلداننا العربية وللأسف شهدت تظاهرات خجولة ضد الابادة,اما عن حكامنا فان معظمهم مطبعون مع العدو ورغم الجرائم الصهيونية الا ان أيا منهم لم يقو (يسترجل)على سحب سفير بلاده والطلب من سفير الصهاينة الخروج وهذا اقل ما يمكن ان يقوموا به, ولكن وللأسف الذين يقومون بدور الوساطة يعملون لصالح الصهاينة ويطلبون من حماس التنازل لأجل هدنة مزعومة يسترد من خلالها الصهاينة بعض اسراهم ,ولم يتبقى الا القليل ولكن ماذا بعد تبادل الاسرى ؟هل هناك بارقة امل لطمأنه سكان غزة ؟,الوسطاء العرب لم يعطوا اية وعود, بمعنى استمرار اعمال الابادة.
الهيئة التسييرية لقافلة الصمود المغاربية من اجل كسر الحصار على غزة, اوضحت للسفير المصري في تونس انه في حال سمحت لنا السلطات المصرية الوصول الى معبر رفح فإننا لن نحاول اثناء وجودنا في مصر لتوجيه خطاب ضد السلطات المصرية, بل سيكون خطابنا حصرا موجها ضد العدو الصهيوني الذي يبيد شعبنا في غزة ويجوعه. لكن يبدو ان النظام المصري مصرّ على ضرورة حصول افراد القافلة على تأشيرات مسبقة, الذي نعرفه ان رعايا بعض الدول يتحصلون على التأشيرة بالمطار او المعبر الحدودي, فلماذا لا يعامل هؤلاء بنفس النمط,؟ خاصة وان مهمتهم معروفة ومحدودة ولا يشكلون أي خطر على السيادة المصرية,بل جل همهم وتكبدهم مشاق السفر هو رفع معنويات سكان القطاع في ظل الظروف العصيبة التي يمرون بها.
النظام المصري موقفه معروف من بداية الطوفان, فهو يعادي حركة حماس لأنها اخوانية ويتمنى زوالها, الحركة التي قدمت قادتها قربانا على مذبح الحرية واستعملت ما تحصلت عليه من هبات في سبيل بناء قوة عسكرية وان كانت غير متكافئة مع قوة العدو الا انها احيت القضية الفلسطينية التي عمل الجميع, عربا وعجما وعملاء محليين على طمسها وان حل الدولتين ماهي الا ملهاة لإقامة المزيد من المستوطنات ومن ثم تعذر اقامة الدولة الفلسطينية المنشودة, لذلك فقد وقف النظام المصري مع الكيان الصهيوني واغلق معبر رفح ومستمر في الحصار وسكان القطاع على الجانب الاخر من الحدود يتضورون جوعا ,يبيتون بالعراء.
ترى عن أي امن قومي او وطني يتحدث النظام المصري العميل؟ الحديث عن ان العرب لم يشاركوا في الحروب السابقة ضد الصهاينة عار عن الصحة فلقد ساهمت كل دولة بما تستطيع ومنها استخدام النفط كسلاح في حرب 73 والتي فقد اثرها الملك فيصل حياته لان دوائر صنع القرار في الغرب اعتبرته يعمل ضد مصالحها , اضافة الى الاف المتطوعين والجنود النظاميين من كل اصقاع البلاد العربية والطائرات والدبابات والمدفعية.
منذ توقيعها اتفاقية العار المعروفة بكامب ديفيد هل استطاعت مصر بناء نفسها عسكريا واقتصاديا؟ ما نراه ان اقتصادها منهار, وان الهبات او الاستثمارات لم يستفد منها الشعب المصري بل فئة قليلة من اصحاب رؤوس الاموال.
النظام المصري. المطبع الأول لن يسمح للقافلة بالدخول عبر الحدود مع ليبيا (معبر السلوم) رغم سلميتها وتعهد القائمين عليها, انه يخشى انضمام اعداد كبيرة من الشعب المصري إليها .النظام المصري وذبابه الالكتروني يتحدثون بان القافلة يسيّرها اخوانجية توانسة وجزائريين, وما الضير في ذلك؟ خاصة وان القافلة لا تسعى الى تهديد الامن المصري بمحاولتها اشعال حرب, هل يعقل ذلك من اناس مدنيين؟ يمكن للنظام المصري تفتيشهم, وان وجد أي شيء مخالف يتم مصادرته, من لا يملك جواز سفر يجب ان يستبعد من الدخول ,اما الذين لديهم جوازات سفر فيمكن اخذ بعض الوقت للبحث في منظومة الارهاب التي اعدتها السلطات المصرية, ان يكن بالقافلة اناس مطلوبون للقضاء المصري فإنها فرصة لا تعوض فقط اتى هؤلاء بأنفسهم دون عناء من السلطات المصرية.
للأسف الشديد لقد شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي, نشطاء اوروبيين دخلوا مصر عبر مطار القاهرة بتأشيرات رسمية تم ترحيلهم لانهم اعربوا علانية انهم اتوا للمشاركة في قافلة الصمود نصرة لغزة!.
الصهاينة ومن يساندهم لن يرضوا بان تكون هناك دولة قوية في المنطقة, اليوم ايران, هل يدرك النظام المصري انه في حال عدم تضافر الجهود فان الدور آتِ عليها لامحالة؟